كل منا لديه مواهب يوظفها بناءً على الظروف المُحيطة به، وبعض هذه المواهب إيجابية وتعود على الشخص ومجتمعه بالنفع والبعض منها قد يتسبّب في إيذاء الآخرين.وقد نكتشف مواهبنا ونبدأ بالاستفادة منها أو قد تظلّ مدفونة للأبد أو قد نلتقي بمن يُحفّزنا ويشجعنا على التعبير عن هواياتنا وممارستها.أكثر من يحملون المواهب هم الناشئة أو اليافعون والذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والثامنة عشرة، وفي هذه الفئة العمرية يتم بناء وتشكيل شخصية الفرد ويتمكن من اكتشاف مواهبه وإبرازها وممارستها بالشكل السليم وفي المكان الصحيح. وهنا يأتي دور الجهات التعليمية والأسرة والمؤسسات المهتمّة بالناشئة وبنشر الثقافة وبالاهتمام بالموهوبين، وتتعدّد المواهب بين مواهب علمية مثل الاختراعات والبحوث والتكنولوجيا ومواهب أدبيّة وفنية مثل الغناء والتمثيل والكتابة والشعر، وكل هذه المواهب بحاجة إلى من يكتشفها وينمّيها ويصقلها ليصبح للموهوب شأن ذات يوم، كما أن الموهوب نفسه إذا ما اكتشفت موهبته وتمّ توجيهه للطريق الصحيح يجب عليه أن يهتمّ بها ويتعب على تنميتها ويبحث في كيفية المحافظة عليها ومواكبة الجديد في مجال هذه الموهبة. وللشعر الفصيح مواهب تحتاج إلى بحث وتنقيب خاصة أن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة ونجد العزوف عن كتابة القصيدة العربية، ولهذا نفذ المركز الثقافي للطفولة برنامج الشاعر الواعد ليكتشف المواهب الشعرية ويحتضن المواهب الأدبية وينمّي مهارات النشء الشعرية، وفي فترة بسيطة تمّ تخريج اثني عشر شاعرًا قادرين على نظم القصيدة العربية الفصيحة وإلقائها بطريقة احترافية، وسيستمرّ برنامج الشاعر الواعد في التنقيب والبحث عن الشاعر الواعد الذي يُحافظ على هويته العربية والقومية بحرصه على لغة القرآن الكريم لغتهم الأم ويقاوم التيار الأجنبي الجارف نحو تغريب الفكر والكلمات والبعد عن جماليات الأدب العربي.ولاكتشاف المواهب الشعرية أو غيرها يجب أن تتعاون جميع الجهات التعليمية مع الجهات الباحثة عن المواهب وأن يكون للعائلة الدور الأكبر في تشجيع أبنائها على اكتشاف مواهبهم ومساعدتهم في تنميتها مع الجهات المتخصصة في ذلك. * أبحث في أعماق نفسك وستجد كنوزًا كثيرة، وظفها بطريقة صحيحة لتكون نجمًا ساطعًا تتحدّث عنك موهبتك وأعمالك المتميّزة ولا تحتاج إلى تلميع مؤقت! * كن أمينًا في موهبتك وأعمالك التي تقدّمها ولا ترضَ إلا بالتميّز.