معلم الجود مقتبس من قصيدة للطالب عبدالرحمن بن عبدالعزيز الكثيري بالصف الثالث الثانوي بثانوية السليمانية بالرياض موجهة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمناسبة شفائه وعودته سالماً معافى وكانت بعنوان ( عًدت إليَّ ) وقد جاء فيها : يا معلم الجود كم من فقيرٍ حواه نداك فعاد غنياً وهذه القصيدة حب فطري عفوي صادق العاطفة نحو ولي أمرٍ غرس حبه في قلوب أبنائه أبناء وطنه فهو القدوة والمثل الأعلى للبذل والعطاء والتضحية مما جعله معلماً في فنٍ أتقنه ألا هو فن العطاء والبذل والسخاء سواء الحسي منه أو المعنوي فسموه سخي ومعلم في ابتسامته وبشاشته كما هو سخي بيده وعطائه فهذا الفن لا يتقنه إلا من آمن بالله رباً أن الإنفاق ما يزيد المال إلا مالاً وسعادة قلبية ودنيوية وأن اليد العليا خير من اليد السفلى وإيماناً بأن الإنفاق أمر رباني لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنفق يا ابن آدم أًنفق عليك) وقد وظف الشاعر الموهوب هذا المعنى توظيفاً رائعاً وقد استقاه من بيئته التربوية ووضع تلكم الصورة الشعرية المعبرة وأسقط المعنى على مدرسة سلطان الخيرية وشبهه بالمعلم الكفء بمادته ودرسه فما أجملها من صورة شعرية من شبل من أشبال التربية الأخلاقية السعودية فهذا المعنى على حسب علمي لم يسبق إليه فهو معنً جديد جاء نتيجة استشعارٍ من الشاعر الموهوب ودليل على صدق المشاعر إذ يقول في بيت آخر : يا سيدي همت فيك إنتشاء ورتلت بين يديك الرويا ثم يقول : كأني يوم رأيتك طير غدا في الفضاء ولاقى الثريا فمن شدة فرح الشاعر بمرأى سيد الجميع الأمير سلطان هام في الفضاء حتى لاقى الثريا فرحاً واغتباطاً بمرأى محبوبه وولي أمره وهذه المشاعر مشاعر شاب من شباب المملكة تربى على حب ولاة أمره الذين هم بمنزلة والديه حيث يقول : كأني يوم رأيتك طفل يتيم رأى والديه سوياً انظر إلى هذه الصورة الشعرة الموغله في التعبير فرحة يتيم رأى والديه عادا إلى الحياة فاحتضنهما واحتضناه ما أجملها من صورة شعرية ولوحة فنية رائعة الجمال . فهنيئاً لتربيتنا بهذه التربية الخلاقة ومن هنا فحري بالإدارة العامة للموهوبين أن تتبنى تلكم المواهب الشابة وأن يكون هناك شِعبٌ لكل موهبة لها مختصوها ومنموها فموهبة الشعر والنثر والقصة كموهبة ذلك الطالب الغضة. ويقيني أن مسئولي وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة لرعاية الموهوبين والإدارات المنبثقة عنها ومنها وحدة الكشف والتي تعنى بالكشف والتعرف بواسطة مقاييس تم إعدادها لهذا الغرض تعنى بتلكم المواهب حيث إن هناك حلقات اتصال بين الطلاب الموهوبين والمؤسسات التعليمية التي يمكن لها تطوير مواهبهم من الفئات المستهدفة كموهوبي اللغة العربية وفروعها ومن هنا أهيب بالإدارة العامة للموهوبين بوزارة التربية والتعليم تبني أمثال تلك المواهب والأخذ بأيديهم كما نصت سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية على ذلك ( تضع الجهات المختصة وسائل اكتشافهم وبرامج الدراسة الخاصة بهم ) كما أكدت (تعهدهم بالتوجيه والإرشاد) أن تأخذ بأيديهم وترفع من هممهم وتزيد من طموحهم وتعد المسابقات لهذا الغرض وترصد الجوائر للمبدعين في ذلك فهذه القصيدة من بين عشرات القصائد الشابة التي أبدعها شباب في مقتبل العمر ومن المواهب الواعدة بموهبة شعرية ليكونوا خلفاء للمتنبي وشوقي والسياب وغازي والقرشي وغيرهم من فحول الشعر العربي وتلكم القصائد حري أن تُدَّرس في مادة التربية الوطنية كنماذج من شعر الشباب ويقيني أنها ستلاقي الاستحسان من أقرانهم وتشجيع الآخرين على الاقتداء بهم ( فكل قرين بالمقارن يقتدي) فهذه المواهب ثروة وطنية حري أن تستثمر ليعود خيرها ونماؤها على الوطن وهناك العديد من المواهب التي تحتاج إلى تفتيق موهبتها وقدح شعله إيقاضها ولن يتأتي هذا إلا من خلال محتضن في كل غرض من أغراض الموهبة وأن تنمي من خلال المسرح المدرسي الإذاعة المدرسية الصحف والمجلات ، سواء منها الحائطية أو غيرها المسابقات على مستوى الفصول وعلى مستوى المدارس وعلى مستوى المنطقة ومن ثم المناطق التعليمية حتى يكون لدينا حراك فكري علمي ثقافي وقصيدة( عدت إلى) من القصائد التي توحي بموهبة تلوح بالأفق فهنيئاً لنا بمن أوقد تلك المواهب وفتق القرائح سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز فهو من حرك الوجدان وأشعل القناديل وهز المشاعر بخلقه وكرمه وجوده وبذله وعطائه وابتسامته وحنوه وعطفه مما أيقظ المشاعر وجعل الكل يفرح بعودته كأنه لم يعد إلا إليه كما قال الشاعر في ختام قصيدته : فقلت بنفسي كما الكل قال كأنك ما عدت إلا إليِّ * مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض