الفارق بين التصعيد التهديدي لخصوم أمريكا اليوم (كوريا الشمالية) و (إيران)، مع تشابه قضاياهما (التطوير النووي والعقوبات الأممية)، أن خصومة الأولى (حقيقية) و الثانية (اصطناعية) من الطرفين. حيال كوريا تفتقد أمريكا أهم أركان سياساتها و ضغوطها التي تزخر بها دولنا الإسلامية (تلاعب، خيانة، تناقض الكلام مع الفعل، تبايُع على حساب الجيران..إلخ). كوريا (صنمٌ) جلمود. لا قدرة لأحدٍ على اختراقه. و تلك إحدى ميزاتِ الدكتاتورية في بناء قوة الأوطان و الحفاظ عليها، مع تفريطها بحقِ الإنسان. و جيرانها الذين تهدد بإفنائهم، لو هوجِمتْ، أغلى من رموشِ عيونِ أمريكا حقاً و حقيقةً. عرفوا كيف يجعلون لصداقتهم قوةً في كيان الغرب بحيث يستحيل أن يُضحي بأيٍ منهم مهما كان الأمر. لا تماثلهم في الشرق الأوسط إلّا إسرائيل. فما عداها يؤخذ منه و يُرد. لا غرو إذن أن يتفرغ أوباما شخصياً لأزمة كوريا و يوكل ملفات منطقتنا الملتهبةِ المتهالكةِ إلى وزير خارجيته. فهناك هناك..التحدي الأكبر لأمريكا. Twitter: @mmshibani