أما لماذا تقيم (الجامعة الإسلامية) ندوة عن الأمير سلطان بن عبد العزيز؟ فسؤال وجيه. إن كان مجاملةً فالأولى مجاملة الأحياء. ولو تخصصاً فالأحرى ندوة لعلوم القرآن أو فقه السُّنة. الجواب، أنها و إن كان تأثيرها خارجياً أوقع بحكم ضمّها طلاباً من 150 دولة، أصبح بعضهم رؤساء ووزراء، حتى ظُنَّ ألّا وزنَ لها داخلياً. فقد بدأت ترسم لاسمها دوراً مميزاً بين جامعاتنا. ندوتُها تفعيلٌ لدورٍ اجتماعيٍ حيويٍ بدأ يتراجع واقعاً وتأثيراً. كان الأمير الراحل، صاحب قصة وادي النمل أمس، وزارتيْ صحةٍ و شؤونٍ اجتماعيةٍ متنقلةً 24 ساعةً بلا بيروقراطية. وبوفاته تكشّف عجز الوزارتيْن عن كثير من واجباتهما. سرد قصصه، و هو سيدٌ من ساداتِ الأمراء حثٌّ لهم على نهجه الخيري الذي خدم فيه رضا الناس فنال ثواب خالقهم. تَذكير حكاياته استدرارٌ لعِرفانِ المواطنين و تعلّقهم بالنماذج الوضّاءةِ من قاداتهم. وبهذيْن المَساريْن يدوم ويستقيم حبُّ طرفيْ (الراعي والرعية) لمسيرتهما المشتركة. دور تُلامسه الجامعة باحتراف. Twitter:@mmshibani