إذا اتفقنا أن حركة (عدم الانحياز) برُمّتِها أصبحت شكلاً لا جوهراً، باعتبار توصياتها لا تقدم ولا تؤخر في واقع كل أزمات العالم، ندرك أن الخطب الرنانة في قمّتِها لن تنجز حلاً لأي أزمة ولا إنهاءً لصراع. لكن لا بأس بشيء منها إذا استهدف استدرار زعامةٍ يحتاجها المتحدث أو ضخَّ أملٍ شعبيٍ داخليٍ في قياداتٍ على المحكّ تستغل الزخم السياسي والإعلامي المصاحبَ للقمة. لكن السعودية لا تحتاج هذا ولا ذاك. ولم يكونا يوماً في أجندة مواقفها نحوالآخرين. لذا فالمنطقي أن تكون كلمة قيادتها للمؤتمر ملائمةً لطبيعة الحركة وحقائقها. فجاءت على لسان رئيس وفدها الأمير عبد العزيز بن عبدالله توثيقاً لمبادئ سياسة المملكة (بالتمسك بالحركة كرؤية سياسية لتحقيق الاستقرار- حل الخلافات سلمياً أو بمحكمة العدل الدولية - القضية الجوهرية هي دولة فلسطينية عاصمتُها القدس - الرياض مانح رئيسي عالمي - تضمن إمدادات وأمنَ الطاقة وتطالب بأمن الطلبِ عليها). كلمات موجزة لقضايا جوهرية، لم ولن تتغير لعقودٍ قادمة. Twitter:@mmshibani