هناك أمور ثلاث يجب علي المعلم مراعاتها عند اختياره لطريقة معينة تتمثل فيما يلي: الطالب- المادة الدراسية- الأهداف التربوية والتعليمية. فيما يتعلق بالطالب, فإذا أراد المعلم إتباع طريقة معينة لتدريس مادة ما, يجب أن يعي أنه يتعامل مع بشر لهم خصائصهم وبينهم فوارق معينة, وعليه فإن كل منهم يختلف عن الآخر من حيث الحاجة والرغبة والولع والقابلية والتفكير والشعور والعاطفة, وقد تكون هذه الخصائص إما طبيعية أو مكتسبة وبالتالي تترك أثرها علي تعلم الأفراد وتنعكس علي كيفية التعلم ومقداره اللذان يتأثران إلي حد كبير بما أنعم الله علي الأفراد من قدرة وطبيعة, والتي يمكنها التكيف والتغيير, غير أنها تتطلب من المعلم مراعاتها إن أراد النجاح في تكييفها وتغييرها, وهنا يمكن قياس مدي نجاح المعلم في تدريسه إذا درس كل ما يتعلق بكيفية نمو الطالب وكيفية تعلمه وبالتالي اتبع الطريقة المناسبة لذلك. أما عن المادة الدراسية فالمعلم الذي يصبو إلي النجاح في تدريسه عليه أن يضع نصب عينيه طبيعة المادة التي سيقوم بتدريسها, ويتبع طريقة تمكن طلابه من تلقي المادة بيسر بعيداً عن أي إجهاد عقلي أو إنهاك جسمي شريطة أن تثير هذه الطريقة التفكير الجيد في طلابه وتغرس فيهم الحرص علي المتابعة والاستمرارية في الدراسة واستنباط المعلومات من بطون الكتب المقررة وغيرها ومن البيئة المحيطة.. إلخ. أما بخصوص الأهداف التربوية والتعليمية التي تحتم علي المعلم اختيار الطريقة المثلي للتدريس, حيث أن الأهداف كما نعلم تختلف من مجتمع إلي آخر ومن مدرسة إلي أخري كما تختلف حسب المراحل التعليمية وتختلف باختلاف المعلم نفسه, وحسب الهدف الذي يسعي إلي تحقيقه من تدريسه لمادة ما, حيث أن الطريقة في المجتمعات الديمقراطية تختلف عنها في المجتمعات الديكتاتورية وتختلف في رياض الأطفال عن مثيلاتها في المدارس الابتدائية وكذلك في الثانوية, ولكل مرحلة من المراحل التعليمية هدف خاص بها, فلو أخذنا التعليم الثانوي علي سبيل المثال نجد أن هدفه يجمع بين تهذيب السلوك وتثقيف وتعليم الطلاب في نفس الوقت, فالطريقة التي يتبعها معلم يهدف من تدريسه للحملة الفرنسية علي مصر إلي إطلاع طلابه علي ما قام به الفرنسيون من حروب وصدامات وتقدم علمي للمعرفة فقط تختلف عن الطريقة التي يتبعها معلم آخر يهدف من تدريسه نفس الموضوع إلي استنباط طلابه تأثير الحملة التي خاضها الفرنسيون علي مصر بالإضافة إلي انعكاسها علي الجانب الحضري والمدني. بناءً علي ما تقدم يمكن القول بأن طريقة التدريس لها من الأهمية بمكان في عملية التربية والتعليم وهي كما وصفها "كلباتريك" ساق من سيقان التربية والتعليم, والساق الأخرى هي المنهج, وأن عملية التعليم لا تستطيع السير علي ساق واحدة إن أهملت الطريقة, فالمنهج والمواضيع الدراسية لا قيمة لهما علي الإطلاق إن لم تتوافر الطريقة المثلي, لذا فإن المعلم لا يمكنه التعامل مع المادة والموضوع وبالتالي الوصول إلي أهدافه المتوخاة إن لم يتوافر لديه التصميم والطريقة.