تتداول الألسن في المجتمع العربي الكثير من الحكايات الموغلة في الغرابة عن قدرة السحرة والمشعوذين على القيام بأعمال بطولية للتحكم في مصائر الناس سواء بتحقيق أشياء مضرة أو أخرى نافعة حسب طلبات الوافدين عليهم?.. وقصص تفنن الناس في إضفاء طابع الإثارة والغرابة عليها حتى يتأثر الناس ويصدقوا كل ما يحكى عن المشعوذين والدجالين?.. نجد النصابين الذين يدعون امتلاكهم للحكمة والقدرة على فك السحر وعمل المعجزات بالتحكم في الجن وتسخيره في تحقيق كل ما يطلبونه منه ينتشرون في كل مكان في الأحياء الهامشية وحتى الشقق الراقية ويختبئون وراء أي مهنة تساعدهم على استغلال ضحاياهم?.. في بعض الدول العربية تجدهم في الأسواق يبيعون الأعشاب والحيوانات المحنطة ويستغلون المكان?.. لا يتحرجون في المناداة على كل عابر أو عابرة سبيل والوسوسة لهم بقدراتهم العجيبة?.. عبارات كثيرة تتطاير في الهواء من كل محلات العشابة المنتشرة على طول السوق أمام مرأى من الجميع?... أساليب عديدة ومختلفة يتفنن فيها المشعوذون ويلجأون إليها لتصيد ضحاياهم والإيقاع بهم أمام الملأ دون أن تتدخل السلطات الأمنية لوقف زحفهم وتأثيرهم على أصحاب النفوس الضعيفة?. بالمقابل تجد أناسا يعانون من مركب نقص تسيطر عليهم الأوهام وتظهر جليا على سلوكياتهم الغريبة مع الناس لا يستطيعون تحقيق رغباتهم بالصبر والمثابرة وبذل المزيد من الجهد لإثبات ذواتهم والبرهنة على وجودهم سواء في ميادين العمل او الدراسة او العلاقات الإنسانية?.يتوهمون أن الشعوذة تستطع الإيجاز بهم الى عوالم النجاح بسرعة البرق بدافع الغيرة والحقد?.. وفي لحظة ضعف إنسانية يلجأون إلى أساليب غريبة توسوس لهم بها أنفسهم يرتكبون جرائمهم في صمت?.. ويتفرجون على ضحاياهم وهم يعانون من المواد الغريبة المستعملة في المواصفات الانتقامية العجيبة التي يخطها المشعوذون والسحرة?.. مواد كثيرة يوظفها المتهافتون على خدمات المشعوذين والسحرة لتحقيق مآربهم ورغباتهم الشيطانية في القضاء على منافس لهم في العمل أو الدراسة او رغبة في ربط الزوج أو الحبيب وضمان ولائه?.