غير مستبعد أن تصبح تونس. التي ألْهمَتْ شعوبَ العرب خيالَ ربيع، مَدفَنَ تلك الآمال. كانت السلميةَ الوحيدة، بينما أوغلتْ الدماء في ليبيا وسوريا وبعضِ مصر واليمن. لكن الفريد في تونس، بعد فجيعتها باغتيال زعيمٍ معارض، هو خروجُ رئيس وزرائها الجبالي عن طاعة (النهضة) بالإصرار على تشكيل حكومة كفاءات تكنوقراط رغم معارضة حزبه الإخواني. فهل سيكون بدايةَ تَنَمُّرِ قادةٍ آخرين، كمصر مثلاً، على أحزابهم بعد أن ذاقوا عُسيْلةَ كرسي الحكم.؟.و كيف سيتصرفون عند يَقينِهم من تَعارض مصالح الدولة، بناءً على معلوماتهم الاستخبارية، مع رأي الحزب.؟.ماذا سيُغلّبون.؟. وكيف سيكون الصراع الخفي مع الحزب الذي لولاه ما وصلوا الرئاسة.؟. قد تستعيد (النهضة) بعضَ شتاتِها بعد قرار الجبالي، و قد يتراجع عنه. لكن المؤكد أن الثقة الحزبية تَضعضَعتْ وأن أطرافاً سياسيةً أخرى ستحاول الإفادةَ من ذلك. الواجب على الشعوب أن تكون واقعية، فتدرك أن من يتولى لا بد أن يستبد، ما أمكنه ذلك، سواء كان حزباً أو فرداً. الدكتاتورية ليست حكراً على الزعماء السابقين فقط..حتى اللاحقون يتمنّوْنَها. Twitter:@mmshibani