لدى عائلتي تاريخ طبي حافل بأمراض الأوعية الدموية والأزمات ، ومع أني اعتني بصحتي جيداً ولا أعاني من أمراض خطيرة إلا أنني كنت مرعوبة وقد نصحني الطبيب بممارسة الرياضة كجزء من برنامج الوقاية، وقد استغربت أن تُحدث ساعة أو أقل من النشاط الرياضي فرقاً في صحتي، فالرياضة بالنسبة لي للمتعة وتمضية وقت الفراغ وهو ما ليس متوافراً لي نظراً لطبيعة عملي، ولكنني وكمحاولة للأخذ بكل الاحتياطات الممكنة قررت ومنذ ثلاث سنوات أن أذهب لمكتبي في الدور الثالث عبر الدرج وليس المصعد. ومنذ ستة شهور أصبت بإغماء مفاجئ إثر إجهاد وضغط في العمل، وعندما استيقظت قال لي الطبيب، لقد نجوت بأعجوبة وهذه الطوابق الثلاثة التي تصعدها وتنزلها يومياً أحدثت الفرق، فالرياضة أكثر وأبعد من نشاط بدني محدد تمارسه في أماكنه المخصصة وتلبس لأجله ملابس خاصة، إنه أي جهد بدني دؤوب يضمنه الإنسان في جدوله اليومي " "لم أحب الرياضة ولم أمارسها حتى في المدرسة كنت مصابة بالربو ومناعتي ضعيفة وأدنى لفحة برد كانت تقعدني في الفراش أسبوعاً، حين بلغت العشرين من عمري كنت أداوم عند أربع عيادات مختلفة، لم أكن مصابة بأمراض خطيرة ولكنني لم أكن على ما يرام، تزوجت وأنجبت بعد إسقاطات متكررة، عندما بلغت الثلاثين أصبت بصداع مؤلم شبه مستمر شخص كصداع شقيقة، بعد ستة شهور أصبت بجلطة وفقدت الرؤية في عيني اليسرى وكان من المفاجئ للأطباء كوني لا أعاني من أمراض خطيرة كالضغط والسكر والكوليسترول وأصغر من أن أصاب بجلطة، شخصت حالتي كمرض داخلي متعلق بالمناعة مجهول السبب، وكانت تلك السنة انعطافة مهمة في حياتي إذ بدأت بعدها بممارسة الرياضة مشيا. وحين كنت طالبة اعتدت على ممارسة الرياضات الجماعية لأنني أحب مشاركة الناس، لكنني التحقت بالجامعة وتوظفت وتزوجت وأنجبت أطفالاً وتبدلت أساليب المشاركة والتفاعل مع الناس ولم أعد أمارس الرياضة، وبرغم حبي للناس وطبيعتي الأليفة معهم، إلا أنني لكثرة الضغوط وإصابتي بالديسك في ظهري والذي كان يقعدني بالأيام، أصبحت عصبية وحادة الطبع وكثيرة الغضب وقد أثر هذا على مجمل حياتي فقد كنت في مشاحنات دائمة ، كنت أبدو كقنبلة موقوتة. دخلت منذ سنة وكجزء من العلاج الطبيعي المتعلق بحالة الديسك لدي، برنامجا رياضيا بإشراف متخصصة في العلاج الطبيعي، لا يمكن أن أصف لكم كم أحدث هذا من فرق في حياتي ليس على المستوى الصحي بل والنفسي والاجتماعي، فقد عدت لطبيعتي الهادئة المسترخية وعادت العلاقة بيني وبين أخواتي تتحسن، إنني أبدو كمن اكتشف البنسلين فكل شيء بت أربطه بالرياضة وبمدى التأثير الذي من الممكن أن تحدثه في حياتنا، إنها إكسير الحياة. اجعل ساعة في اليوم جزءا من حياتك وبرنامجك اليومي. للرياضات المتاحة فردية كانت أو جماعية، مع سهولة الحصول والوصول إلى الإمكانات والأماكن المعدة لتمارس أي نشاط رياضي كعادة يومية أو شبه يومية. لذا قم واصنع فرقا في حياتك لأجل الاستمتاع بصحة أفضل وطاقة أكبر، لأجل نفسية أكثر هدوءا.. لأجل علاقات أكثر استرخاء مع أهلك ومحبيك.. اصنع فرقا ولو بمشي نصف ساعة كبداية، في حوش منزلك أو في حديقة منطقتك أو في الملعب المجاور لحيكم أو في حديقة أسباير.المهم أن تبدأ وتجعلها عادة لتصنع بها فرقا وتعيد التوازن لحياتك، في صحتك الجسدية والنفسية وربما الاجتماعية أيضاً.