مع عالم أو عالمة الفلك تستطيع أن تقرأ كفك.. وتقرأ لك النجوم، فقط ارسل اسمك في رسالة نصية إلى الرقم.... أو الاتصال على الأرقام الظاهرة على الشاشة التي يزيد سعر الدقيقة فيها كثيراً جداً على الأسعار العادية في الأوقات العادية.تلك هي رسالة عدد كبير من القنوات الفضائية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، وبالتالي كسب المزيد من الدولارات التي يدخل جزء كبير منها جيوب الضيوف.وعلى ذلك يقضي الكثيرون ساعات طويلة أمام شاشات الفضائيات لمتابعة علماء الفلك وقراءة الطالع، ويتنافس عدد كبير من القنوات الفضائية على الاستيلاء على ما في جيوب المشاهدين باستضافة أبرز الأسماء ممن يطلقون على أنفسهم علماء فلك لاستطلاع الحظ لاهتمام الكثيرين بمعرفة المستقبل الذي لا يعلمه إلا العليم الخبير سبحانه وتعالى. نعم..هناك إقبال جماهيري انطلق منذ أن قامت بعض القنوات لتقديم خدمات بمثل هذه النوعية ليحقق أصحاب هذه القنوات أرباحاً خيالية في وقت محدود، وفي المقابل استنزاف لمقدرات أصحاب الدخول المحدودة التي تمثل الشريحة الأساسية لمتابعي هذه القنوات بحثاً عن النفاذ في أوضاعهم لتلعب هذه الفضائيات دوراً دافعاً في تمويلها على حساب فواتير عالية يدفعها الجمهور تغطي تكاليف الاتصالات المباشرة للجمهور والرسائل التي تحولت إلى مورد أساسي لثراء أصحاب الفضائيات. إن تعلق الناس بأوهام قراءة الطالع والأبراج ومتابعة هؤلاء الفلكيين يعتبر تغييباً واضحاً عن الواقع، وتعمل على وجود فجوة كبيرة وانفصال بين الإنسان وواقعه الذي لا يقدر على مواجهته. المشكلة أنه لا توجد قوانين وتشريعات واضحة وملزمة لآلية عمل القنوات الفضائية والأقمار الاصطناعية، وبالتالي يصعب محاكمتها، فضلاً عن اختلاف القوانين التي تحكم الدول التي تبث منها هذه القنوات، ومن ثمة لا يمكن إطلاق صفة النظامية على هذه القنوات إذا كان هناك تدليس أو تضليل للمشاهدين إذن فالمتصل بمثل هذه القنوات الربحية هو من يتحمل نتيجة اتصاله، فالمشاهد لا يجبر على متابعتها أو الاتصال بها، وبالتالي يكون القرار بيده. إن لجوء القنوات الفضائية إلى استغلال بساطة الناس وقلقهم من المستقبل من خلال برامج التنجيم وقراءة الطالع والمستقبل حسمها الشرع في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "كذب المنجمون ولو صدقوا"، وفي موضوع آخر "كذب المنجمون ولو صدفوا"، ويدل هذا دلالة واضحة على تأكيد كذب هؤلاء المنجمين الذين يدعون العلم بالغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله تعالى وحده، وللأسف إن بعض تلك التنبؤات قد تتحقق صدفة، وبالتالي يظل عند هذا الشخص نسبة من احتمالية وقوع غيرها مستقبلاً، فيظل في دوامة وهم وقلق لما يتنبأ به أولئك المنجمون. وليعلم المدمنون على مثل هذه القنوات أن هذه القنوات لم تساهم إلا في مزيد من الاستنزاف لمقدرات البيت العربي في نفقات السمر والتنجيم والتي قدرت سنوياً بما يزيد على خمسة مليارات دولار، وهي تقديرات أولية لا تمثل كامل الانفاق الحقيقي والاستنزاف الذي يعطي صورة عن مستوى البعد عن حقيقة الايمان والفراغ الروحي بسبب استبدال الوهم بالواقع، مما ترتب عليهم الاعتماد على المنجمين والسحرة، بدلاً من العمل والجد والمثابرة للارتقاء. ونحن نطالب بتوعية المجتمع عبر وسائل الإعلام والتحذير من القنوات التي يثبت تضليلها وتدليسها على المشاهدين للحصول على أموالهم بطرق غير مشروعة.