يتوقع أن تدخل قضية تفسير الأحلام منعطفاً صعباً عندما تنبأ مفسر سعودي قبل أسبوع بفوز النادي الأهلي على نظيره الكوري، في كأس آسيا، والسبب أن التنبؤ بالأحلام على المستوى الشخصي قد تم التوسع فيه بدون ضوابط، لأنه يظل مجرد أمانٍ تداعب مخيلة فرد، ولكن عندما يرتبط الحلم بحدث عام فهو يداعب آمال وطموحات أمة، عندها يصبح شأناً عاماً فيه مخاطر التمادي في تضليل الناس. نفس المفسر تنبأ بفوز الأهلي على الاتحاد قبل المباراة، ونجح، مما أعطاه شعبية وقالوا عنه مفسر واصل، ولكن مع هزيمة الأهلي الشديدة عكس تنبُئه، ارتفع الحنق والغضب تجاهه وقالوا ينبغي مقاضاته وتوقيفه عند حده ومحاسبته لدى وزارة الشؤون الإسلامية، وأعتقد ينبغي محاسبته قبل ذلك من الإتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لأنه منع أو قلل من أهمية الاستعداد للقاء. انتشر التنجيم قديماً خصوصا في بلاط السلاطين لرغبتهم في معرفة ماذا تخبئ لهم الأيام، وكان للمنجمين سطوة بسبب قربهم من الطبقة العليا، واليوم انتشرت برامج تفسير الأحلام على القنوات الفضائية والراديو والصحف ويغشاهم في أغلب الأحيان البسطاء لرغبة داخلية في معرفة المستقبل وماذا يخبئ القدر؟ وفيه قصص وحواديت عجيبة تسلي المتابعين وقد تضحكهم. وعند التحدث عن المستقبل أو علم التنجيم هناك عدة طرق ابتكرها الناس في مختلف المجتمعات منها قراءة كوب القهوة ومنها قراءة الأبراج التي ولد فيها الشخص لارتباطها بزعمهم بالنجوم والفلك، ومنها قراءة الكف؟ ومؤخراً تنبأ الإخطبوط الألماني بنتائج كأس العالم السابق وكلها قال عنها الدين (كذب المنجمون ولو صدقوا)، لأنها قد تأتي بنتيجة صحيحة بسبب ضربة حظ. في كرة القدم مثلاً ليس هناك سوى خيارين فوز أو خسارة وعندما يقول المفسر بأحد الخيارين فإن نسبة صدقه من عدمه عالية حتى 50٪ فهو يأخذ المخاطرة؟ لو صحت معه رفعوه للأعلى وزادت هيبته وارتفعت أسهمه، ولو جاء العكس يقول كان مجرد كابوس وليس رؤيا، ومشكلتنا معهم شرعية وهي الأساس، ولكن مشكلتنا معهم أيضا إنتاجية، لأنهم يقضون على حافز الأخذ بالأسباب وحسن التوكل.