عالم الفتاوى أصبح ينافس عالم أفلام الكوميديا و الأكشن بجدارة ، لأننا نقرأ ونسمع ونشاهد فيه مايخطر و ما لا يخطر على البال من فتاوى لا اعلم حقيقةً من أين يأتي بها بعض المُجتهدين المُتحمسين هداهم الله ! فبعض الفتاوى تعتبر شاذة شرعاً واجتهاداً ولاتمت للإسلام بصلة ، وهولاء يستغلون الدين اسوأ استغلال ليمارسوا تطرفهم وتسلطهم وجهلهم وعقدهم النفسية، وفي رأيي يجب أن يخضعوا لعلاج نفسي في أقرب وقت حتى يكفوا العالم شرور أنفسهم وضيق تفكيرهم ومحدوديته ! فآخر صيحات الفتاوى المضحكات المبكيات ماسمعت عن تحريم اختلاء المرأة بالقرد أو بأي حيوان قد تشتهيه أو يشتهيها ! وفي اعتقادي إن تلك الفئة من المندفعين يكاد تفكيرهم لا يتعدى منطقتي (السرة و الركبة) في نظرتهم الغريبه للمرأة المسكينة التي شغلت الرأي العام في مجتمعنا بطريقة خطيرة لا تمكننا معشر النساء من استيعاب الكم الهائل من الفتاوى والتصريحات والتلميحات المتتالية التي تحرم على المرأة أبسط حقوقها وتحرمها من لذة العيش بصفوٍ و سلام. فبعد فتوى الرضاعة و الاختلاط والجزر والموز و تأنيث المحلات و إهدار دم (ميكي ماوس) الغلبان اليوم يُبهرنا الجديد في تحريم الخلوة بالقردة و الحيوانات ، أخشى أن يطال الأمر الكلاب و القطط في منازلنا بصدور فتوى جديده تُلزم وجود (محرم) درءًا للشبهات ! القردة المساكين عندما اشاهدهم في جبال الهدا في مدينة الطائف اراقبهم عن بُعد ، و أتأملهم و أراقب تصرفاتهم و قدرة العزيز الجبار في خلقتهم وكيف انهم يُشبهون الإنسان كثيراً في تصرفاته ، لكن لم يخطر ببالي يوماً أن تشتهي امرأة (بشحمها ولحمها وعقلها وآدميتها) التي كرمها بها الله كاملة غير منقوصة ... قرداً ! فالمولود يولد على الفطرة الآدمية ، وطبيعة الإنسان تختلف كثيراً عن الطبيعة الحيوانية ، وإن كانت هناك ممارسات شاذة عن الفطرة فالإنسان هو المسؤول عنها ، فهو الذي يعلم ويدرب الحيوانات على الأفعال لأن الله كرمه بالعقل وهذا هو المقياس الطبيعي للمقارنة بين المخلوقات. فصوبوني إن كنت مخطئة يا اخواتي العزيزات .. هل اشتهت احداكن يوماً قرداً ؟ اذا كان العكس صحيحاً فالطبيعية البهيمية تُلغي وجود العقل في الحيوانات ، وعدا ذلك اعتبره امراً خارجاً عن الفطرة و شاذاً ومن تسول له نفسه بالتفكير في هكذا سلوك فأنا لا أشك بل أجزم بوجود خلل خطير في قواه العقلية و الإنسانية دون شك. لذا نأمل بسرعة تقنين الفتاوى في زمن أصبح يفتي فيه (كل من هب و دب) ! فنتائج الخلوة مع القردة و العياذُ بالله في نظرهم مُخيفة و محرمة و ياويل من تسول لها نفسها الأمارة بالسوء بشراء قرد أو زيارة أماكن وجودها بدون محرم فهذا من باب سد الذرائع الذي فتحوه على مصرعيه مما قد يؤدي لفواحش الأمور حفظنا الله وإياكم منها. وعلى ضوء ذلك سيداتي آنساتي الفاضلات .. اذكركن والذكرى تنفع المؤمنين والمؤمنات إياكن و الاختلاء (بالقردة) و قرن في بيوتكن حتى لا تقعن في المحظور (والعياذُ بالله) ! @rzamka [email protected]