كان واضحاً أن متغيرات الربيع العربي، التي أخرجت شعوبَ دولة عن سلطان أنظمتها، فرضت على كبار العالم تمرير انضمام فلسطين بصفة (مراقب) غيرِ عضوٍ لامتصاص هيجان الشعوب الذي يمكن أن ينفجر باتجاه إسرائيل في أي لحظة. لم يتعرض شعب لظلم المجتمع الدولي و مؤامراتِ أبنائه و بني عمّه و جيرانِه كما تعرض شعبُ فلسطين , ولم تُتاجر بعض أمّة زورًا بقضيةٍ كما تاجر العربُ بقضيتها. فعليْنا أن نرحب بحذرٍ شديد بهذه الخطوة, فما كان لبني إسرائيل و أعوانِهِم غَضُّ النظر عنها إلّا و لهُم في تبعاتها دسائس أخرى قد تكشف الأيام بعضها, و أخشى أن تكون إحداها طرد فلسطينيّي 1948 إلى الضفة الغربية بذريعة أنه أصبحت لهم هناك دولةٌ معترفٌ بها (كمراقب !!) اسمُها فلسطين. أي بعبارة أخرى (تهويد) أرضِ و سكانِ فلسطين، و تفريغها تماماً من أصحابها، و ابتلاع القدس، و إغلاق ملف عودة اللاجئين للأبد. مع هكذا أعداء، و هكذا أعوان يخونون قضيتهم و أرضَهم و تاريخَهُم، يكون سوءُ الظنِ من الفِطْنة. فلا نُحسنْ الظنَّ أبداً, فما اغتُصب بالحديد و النار لا يعود بأغصان الزيتون و الخطب الرنّانة. Twitter:@mmshibani