هناك من يقوم بالعمل من البداية وحتى النهاية, يقومون بجهد مضاعف, يسهرون الليل لإنجاز فكرة نبعت بظلمة لتتحقق في صباح الغد, رسموا خطوطها العريضة, أو ساهموا في رسمها وتركيب حلقاتها المبعثرة, قضوا وقتهم في تثبيت أركانها حتى شيدت بصرح عظيم أمام الملأ, ليأتي الثناء للمسؤول الأول عن العمل ويطوى عملهم في طيات النسيان كسابقهم. هؤلاء الاشخاص موجودون في كل مكان وكل زمان, في الوظائف العامة حيث يقومون هم بالجهد والعمل ويأتي الثناء للمدير لينسى أو يتناسى صاحبها الأصلي ويتبنى الفكرة وإنما هي بالحقيقة أتت من أصغر موظف ولكن ليس له سلطة ولا صوت مسموع فكل الثناء لمن بالكرسي فقط ! والآخرون خلف الكواليس في كل برنامج ناجح يقومون بإدارته والمساهمة في توثيقه وجلب المعلومات ليأتي المذيع لها، اسم لامع أو أسلوب شيق وكاريزما معينه فينجح البرنامج وينسب له وللقناة، ومن خلف الكواليس سيبقون خلف الكواليس ! لا ضير بأن تنجح القناة والمذيع ولكن يجب أن لا ينسى الآخرون! وهناك آخرون أبدعوا بالتصوير والتقاط صور لتوثيق خبر صحفي فهذا يصور منشأة والآخر يصور ظاهرة معينة والآخرون يصورون أشخاصاً عذبوا في أماكن معزولة أو في منطقة نائية أو غيرها من المآسي التي تصور يومياً! وتنسى أسماؤهم، وأحياناً لا تذكر من الأصل ! وفيلم ناجح قام بإخراجه وتصويره نخبة من الشباب المتوقد طاقة ونجاح فحقق أعلى مبيعات ولكن من نجح هو الممثل الذي قام بالعمل وصاحب الفكرة اما طاقم المصورين فما حولك احد ! كل تلك الاعمال وغيرها يقوم بها شباب مليئين طاقة وحيوية لهم افكار نيرة رسموا سياستها واقنعوا مديرهم بالتنفيذ ونفذت ليكون نتاجاً لغيرهم . متى سيحفظ التاريخ والمجتمع اسماءهم, ومتى يشار بالبنان إلى أن صاحب الفضل الاول هم فلان و فلان بغض النظر عن نوع الكرسي الذي يجلسون عليه! لماذا لا يكون لدينا شفافية في الطرح ويتم اعلان اسماء كل من شارك بالعمل من اصغر شخص الى اكبرهم, ولماذا نبقى رهن من يجلس بالكرسي يحقق من أفكارنا إنجازات تنسب له لم يكن هو أساس بذرها. دمتم بخير