إذا كان السوريون، نظاماً و معارضةً، يَحبسون أنفاسهم هذه الأيام ترقباً لولادة مخاضٍ دمويٍ متعسر. تحاول فيه المعارضة تعجيل النصر، و يَحسب فيه مُوالو النظام حسابات النجاة بجلودهم فقط. فإن كُبراء العالم و أنظمةَ الشرق الاوسط تَحبس هي الأخرى زَفَراتِها و تَضرب أخماساً بأسداسٍ، لِكوْنها بلا استثناء غير متأكدةٍ من خارطة (ما بعد بشار)، الذي بات يَقيناً ما صرح به أمينُ جامعة العرب أنه "قد يسقط في أية لحظة". خوفُ أمريكا الأكبر نابع من احتمال استخدام (السلاح الكيماوي) لتأثيره حتماً على إسرائيل. و لو كانت سوريا جغرافياً محلَّ اليمن مثلاً لَما عبَأَ أوباما أن يصف الكيماوي بأنه "تَجاوزٌ للخط الأحمر". وسقوطُ الأسد سهمُ مَقتلٍ لمنظومة إيران الإقليمية، سيستدعي منها ردود أفعالٍ غربَ الخليج. ولَئنْ تَوجّستْ دولُ الخليج، كبيرها و صغيرها، أن تدفع فاتورةَ انتقامِ الخاسرين. فإن أخشى ما تخشاه تَكرار (النموذج الليبي) في سوريا. سيفتح أبواب جهنم..استنزافاً..وانتقاماً..وثارات. فاللهم..سلِّمْ..سلِّمْ. Twitter:@mmshibani