نتحدث عن صنف من الرجال يمشون بالنميمة بين الناس ويوقدون الشرور بينهم ويلتمسون لكل برئ عيبا ونقصا وذما، هذا الصنف من الأشرار كما شبههم ووصفهم الرسول الكريم يملؤون الفضاء الاعلامي العربي والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي بسيول نميمتهم وتحريشهم بين العباد، إنها النميمة السياسية والنميمة الاجتماعية وتكدير صفو الناس وتمزيق صفهم، والله يريد للأمة أن تكون صفا واحدا كالبنيان المرصوص بينما هم يكدحون الليل والنهار سرا وعلانية، لغرس بذور الشقاق والاختلاف والشحناء بين العباد لمصلحة إبليس وقادة الشر في العالم، ألا هل ترى تفسيرا لشحن الشارع المصري والعربي والإسلامي والعالمي ضد فصيل عريض وأصيل من الشارع هو التيار الإسلامي. لماذا هذا التشويه لماذا هذا الغل والحقد الأسود لماذا عدم الكف عن التباكي على مصلحة الشعوب إذا وصل إلى سدة الحكم من تختارهم شعوبهم؟ لماذا تحريض وتحريك الشباب الثائر الطاهر الحر العظيم ضد التيارات الإسلامية بعد شعورهم بالفشل الذريع في التواصل مع الشارع وإقامة جسور وعلاقات متينة معه؟ لماذا الهمز واللمز، وصدق الله تعالى القائل: (ويل لكل همزة لمزة). إن التحريش بين الناس والوقيعة بينهم سلوك إبليسي قديم ويسير على خطاه من يفرقون بين المرء وزوجه، وبين الوالد وولده وبين الشاب وجماعته وبين الطالب وأستاذه، وبين الجماعات والهيئات. إن إفساد ذات البين تحلق الدين والدنيا وتحرق الأخضر واليابس وتهدم البنيان وتدمر الأوطان وتؤجج الفتن ما ظهر منها وما بطن، والمستفيد هم أعداء الوطن، لماذا الإصرار على شحن نفوس الشباب ودفعه هو إلى مهاوى التهلكة بينما أنتم متترسون بالفضائيات التي تنشر وتذيع الفتنة، لماذا الإصرار على المغالطة والكذب بعد أن انكشف أمركم وظهر أنكم سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا. وأن رسولكم الكريم أخبرنا فقال: لا يدخل الجنة نمام فانتهوا عن النميمة والوقيعة واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم. لا تصبوا البنزين على النار حتى لا تحرقوا ما تبقى من الوطن الذي تعملون ليلا ونهارا على إشعال الحرائق فيه وعلى إشغال الشعب عن العمل والإنتاج والبناء، لا تخرقوا سفينة المجتمع أيها النمامون الهمازون اللمازون الملتمسون العيوب والنقائص والتشويه للأبرياء، ألم تتعظوا مما حدث للمخلوع وبطانته وحاشيته، فالسعيد من وعظ بغيره، استقيموا على دين الله ومنهج الله وكتاب الله وشريعة الله يرحمكم الله، وإلا فلن تحصدوا إلا العار والشنار والخزي واللعنة في الدنيا والآخرة.