مؤسفٌ أنْ ينقسم القضاء المصري على نفسه حيال أي قضيةٍ، سواء كانت الإعلان الدستوري للرئيس أو سواها. انقسموا إلى فسطاطيْن. فسطاطٍ قرر الإضراب بتعليق أعمال المحاكم (نادي قضاة مصر). و آخر عكسه (قضاة من أجل مصر) أيّدوا الرئيس فشُطبوا من (النادي). معنى هذا أن القضاء دخل اللعبة السياسية. بل أَوْغَلَ فيها. فاستُقطِبَ و استَقطَبَ. حالةٌ خطيرة يندر تكرارها في العالم. فللقضاء قُدسيةٌ كبرى في كل الدول، باعتبار رجاله نخبةَ العلمِ والنضجِ والأمانةِ والمسؤولية. حلَفوا أيمانَهُم على إعمالِ الحقِ ولا شيء غير الحق. فإنْ خالف بعضُهم ذلك، وهم ليسوا عشرةً أو مائةً، فمعناهُ إما أن لديهم تشويشاً في الفهمِ والنضجِ، أوخيانةً لأمانة المسؤولية. وفي كلتا الحالتيْن يصبح القاضي غير جديرٍ بالقضاء. و أيّاً كان طرفُ الخطأ في القضية فقد سجّلَ سابقةً مُشينةً ألا يكون مع الحق، و هو يعلم أو لا يعلم. و لعلها مِصداقٌ عمليٌ لممارسةِ قاضِيَيْ النار مقابل قاضي الجنة. Twitter:@mmshibani