بينما كنت أتجول في إحدى المكتبات التراثية.. شدني ما هو قديم وأثري من الأدب العربي. مررت بيدي على إحدى الكتب العربية فوجدتها غابرة ملهمة المكان بعبير النسيان والكتمان. سألت نفسي هل أنا عابر سبيل في مكتبة عربية جُمعت تحت أكوام النسيان؟. هل أنا في أرضٍ عربية كَتبت الأدب بقيمة التراث العربي أم في مكان ما حول العالم حوى عليه الغبار فتناساه او نسيه.! أقبلت بكتابٍ من التراث العربي الى صاحب المكتبة فقال مبتسماً: الآن بدأت أشجاني العربية تتحرك. فقلت له بشجن مثقل: ومن نسى التراث الأدبي العربي يا ترى؟!. قال وهو يلتقط أحزانه خجلاً: الذي نسى التراث العربي هم العرب ذاتهم..! ابان القرن الثامن عشر وتحديداً في انجلترا تجاهل الناس تراثهم الأدبي على يد الفلاسفة والأدباء أمثال الروائي ويليام شكسبير وغيره الكثير. لقد تهافت الناس على ما هو جديد وطمس ما هو تراثي أدبي قيم له وزنه وكفاءته في الأدب. ففعل المجتمع ثورة أدبية - لم تحصل حتى الآن في عالمنا العربي -. ثورة جُعلت من الأدب محور نقاش ومحور النقد ومحور التطوير. وصلوا إلى نقطة وصل مهمة بين التراث وبين العقل الجديد، وهذه النقطة تسمى نقطة الوصول إلى الدرب وبمعنى آخر هو حمل التراث الى عقل المجتمع بلغتهم الجديدة السهلة والميسرة. من هنا بدؤوا بتمثيل وتجسيد روايات الفلاسفة حتى وصل حالهم إلى تمثيل الأدب في أفلام أدبية لها وزنها ولها كيانها ولا ينقص من الروائي أي منقصة. فمثلا رواية (تاجر البندقية) مثلت في فيلم سينمائي ولخصت أجزاء الرواية في دراما عصرية. وبعد ثورتهم الأدبية تهافتت المكتبات بكتب الفلاسفة وبدؤوا بلمها في حجر الحاضر والمستقبل. أما نحن العرب مازالت كتبنا العربية الأدبية في محمل النسيان والكتمان. التراث لا يأتي إلينا بمفرده بل نحن من نأتي إليه حتى نفهم التراث كما ينبغي. حتى إذا فعلنا ذلك سنحظى بتراث عربي مجيد لا كما هو حالنا الآن في دهاليز الماضي وأكوامه الغابرة. Twitter: @Oudai_sh