لا جهازَ حكوميَّ سواهُ يعمل بصمتٍ واقتدارٍ ثم لا يسمعه أحد ولا يُلقي له بالاً. فكأنما يقولون له "سواءٌ علينا أَوَعظتَ أم لم تكن من الواعظين". والعجيب أن ملاحظاته علنيّةٌ بمجلس الشورى وبالصحف عند إعلان تقريره السنوي. والنّزْر اليسير المعلنُ من توصياته يَصعق. منه مثلاً (عدم التمكن من تَتبُّع مليارات بعض النفقات-عرقلةُ جهاتٍ أعمالَ الديوان-تقديمُ بياناتٍ مَنقوصةٍ ومتأخرةٍ كثيراً، بقيَ أن يقول مُضلِّلَة-ضعفُ تجاوبِ الوزارات لإضاعةِ وقتٍ تتعذّر بعده معالجةُ الملاحظاتِ فتخسر الخزينةُ أموالاً طائلة-صرفُ مبالغ دون وجهِ حق..إلخ). لم يَبقَ مع هذه (العيِّنةِ) المُنتَقاةِ التي استطاع إفصاحها إلا أن يتحوّل (الديوانُ) إدعاءً عاماً على الجميع. و تأمّلوا أن الملاحظات لا تعني الأجهزةَ ذات الصبغة السرية كالعسكرية والأمنية وما شاكلها. بل غيرها، حماها الحامي، كالبلديات والصحة والتعليم..إلخ. كلام (الديوان) يُزلزل جبالاً. لكن لا غَرْوَ عندنا، فالقرآنُ يُصدِّع الجبالَ ولا تخشع له قلوب. فاسترح يا (ديوان). لم يَبقَ إلا أن تُخاطبهم "واتقوا الذي أمدّكُم بما تعلمون، أمدّكُم بأنعامٍ وبنين وجناتٍ وعيون". وصدق الله العظيم بإتمامِ كلامه. Twitter:@mmshibani