هذا كلام موجه لذوي المال و النفوذ. عنصران حُرِمهُما الفقراءُ والعامة، فلا غَروَ إنْ انحرفوا أو تاهوا. أما من أوتيَهُما فآثر الانحراف والتيه فحسابُه مضاعف وجِنايتُه أعظم. المناسبة هي العشر الأواخر. يتخشّعون فيها فيُظهرون زهداً وصفاءً روحياً ابتغاءَ (ليلة القدر). مما يؤكد أن في نفوسهم خيراً، طَمَستْهُ عند بعضهم في بقية الأيام نزغاتُ الشيطان وهوى النفس. فظلموا و غوا، انتزعوا وزوّروا، نافقوا وكذبوا. حتى إذا جاءت ليالي (القدر) إذا بهم ناسٌ غير الناس، وقلوبٌ غير القلوب، وألْسِتةٌ غير الألسنة .! يحسبون قيامَ (الليلة) ماحياً ما اجترحوه من حقوق الآخرين..وهيهات..هيهات. إنما هو (إقامةُ حُجّةٍ) مضاعفة :أنكم، أيها الموسرون و النافذون، (قادرون..و ممتنعون). قادرون أن تكونوا طوال العام كَحالِكُم العشر الأواخر..وممتنعون للنزعاتِ والأهواء. فتكون (الحُجّة) أعظم والذنب أفدح. لا تتعبوا..لا تتعبوا. فلا قبولَ قبل ردِ مظالمكُم وأداء حقوق الآخرين وإنصافِ كلِ من أخذتُموه من أنفسكم. تلك حقوق لا يغفرها الله أبداً..أبداً..أبداً..فابحثوا عمّنْ يغفرها لكم من عباده أوّلاً. Twitter:@mmshibani