المبرر الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي والذي كان وراء قرارها القاضي بإغلاق كلية العلوم والتكنولوجيا في جدة – من وجهة نظري - لم يكن منطقياً البتة . يا سادة كلية تمضي ثلاث سنوات وهي تعمل بكل طاقتها من دون تصريح ؟ فإما أن الوزارة كانت نائمة في العسل أو أن ثمة ما تخفيه ولا تريد الإفصاح به .. ولأقرب لك الصورة أخي وصاحبي وصديقي القارئ الكريم .. تخيل أنك مؤتمن على حراسة ورعاية مزرعة ما .. وفجأة رأيت من يتسور سورها ليدخل إليها وأنت تنظر .. ثم قام يحفر ويحفر وأنت تنظر .. ثم قام بغرس شجرة صغيرة حيث حفر دون إذنك وأنت تنظر .. ثم أخذ يتردد على هذه المزرعة طيلة ثلاث سنوات ليرعى تلك الشجرة ويسقيها وأنت تنظر .. وحينما كبرت واشتد عودها وصار ينعها على وشك القطاف تقدمت نحوها وفي يدك فأس تريد قطعها..وحينما حاول منعك نهرته : بأي حق تغرس هذه الشجرة هنا دونما أن أسمح لك ؟ اما علمت أن لهذه الأرض صاحبا وأنا المؤتمن عليها ، سأقطعها رغم أنفك .فيقول لك : وأين أنت كل هذه المدة منذ أن بدأت بغرس هذه الشجرة مروراً بأوقات رعايتي لها حتى غدت على ما هي عليه الآن من النضارة والنمو والجمال ؟ ألم تكن تنظر لي بكلتا عينيك ؟ ألم تكن تراني وأنت في كامل وعيك ؟ لما إذن لم تمنعني أول الأمر لتوفر علي كل هذا العناء وكل هذا الجهد وكل هذه التكاليف ؟ الآن وقد أصبحت قطافها في أواخر مراحل نضجها تحركت !! تذكرت أنك مؤتمن على هذه الأرض ؟.. على الأقل تأمل في مصير هذا الثمر الذي يوشك على تمام النضج ، هذا ما حصل مع كلية العلوم والتكنولوجيا في جدة .. جهزت المبنى وهيأته وتعاقدت مع الأكاديميين والمدربين وصرفت وأعلنت عن نفسها واستقبلت الطلاب وعلمتهم ودربتهم و..و..و طبعاً كل ذلك تحت مرأى ومسمع المؤتمن على مزارع ومحاضن التعليم الجامعي ..وزارة التعليم العالي ..التي حينما قرب حلول موسم القطاف ظهرت للعلن بفأسها لتقطع تلك الشجرة مدعية عدم نظامية وضعها دونما اعتبار حتى للطلاب الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مراميهم وتحقق تطلعاتهم وأمانيهم .فهل بالله عليكم تجدون أن لهذه المسوغات ما يشفع لها الولوج إلى دائرة المنطق كي نمررها مرور الكرام ؟ الطامة الأخرى أيضاً .. أن الوزارة حينما همت بقطع الشجرة واشتدت على إثره صيحات التأنيب سيما على مصير طلابها وطالباتها التي لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا الهدف الاستثماري أمام أصحاب أو صاحب الكلية خرجت بآلية غريبة لتصحيح وضعهم ..وذلك بأن عمدت إلى قطفهم عن شجرتهم الأصل لتلقي بهم في حوش جامعة الملك عبدالعزيز .. وقالت لهم : هنا يتصحح وضعكم .. هنا يمكنكم تقضية ما بقي لكم من الساعات حتى يكتمل نضجكم .. وها هي تلك الثمار لا زالت تتدحرج في ردهات وأروقة الجامعة باحثة عما يعوضها عما فقدته جراء انتزاعها رغم أنفها عن منابتها الحقيقية .. فلا هي حظيت بالمعاملة الاستثنائية من قبل جامعة الملك عبدالعزيز الكفيلة ببقاء حظها من النمو كما يجب .. ولا هي تُركت على شجرتها ريثما تنضج لينتفع بها المجتمع والوطن والناس . Twitter: ad_alshihiri