"عروس النخيل" اسم يطلقه أهالي محافظة القطيف على نخلة "الماجي" ذات العلو الشاهق، والأغصان المتناسقة، والثمر المحمر، حتى ارتبط اسمها بالفلكلور في الألعاب الشعبية الشهيرة بمنطقة الخليج كموروث تراثي وثقافي، فرددوا "طاق طاق طاقية.. يا نخلة الماجية"، تعبيراً عن فرح الأهالي بقدوم أولى بشائر الخير، باعتبار أن "الماجي" أول نخلة ينضج ثمرها ويقطف في مزارع القطيف. ومع دخول فصل الصيف هلت تباشير رطب "الماجي"، ووصل سعر الصندوق الصغير في أسواق القطيف إلى 40 ريالاً خلال مطلع الأسبوع الماضي، وما لبث أن انخفض سعره إلى 30 ريالاً آخر الأسبوع، قبل أن يستقر عند سعر 25 ريالاً أول من أمس. ويقول علي العبد الجبار (صاحب مزرعة) بالقطيف ل"الوطن" إن "سبب تسمية نخلة "الماجي" بهذا الاسم، صعوبة قطع أجزاء من هذه النخلة عند التخفيف عنها بالعذق أو السعف وغير ذلك، حيث يستعصي على الفلاح قطع تلك الأجزاء بسهولة، فيقال "ما تجي" ومن ثم سميت بالماجي بحذف التاء، كما يذكر أجدادنا". وأضاف قائلاً، إن: "المزارعين يشبهون نخلة الماجي أو "عروس النخيل"، بالوردة الحمراء زاهية الألوان، متمايلة الأغصان، طليقة العنان، والتي تقف شامخة بين أشجار النخيل الأخرى بتناسقها، وجمالها، ورشاقة عودها، ونضارة سعفها، وروعة ثمارها من الرطب الأحمر "القاني" المحاط باللون الأسود عند النضوج". مشيرا إلى أن أهميتها تكمن في نضوج رطبها قبل أنواع النخيل الأخرى، لذلك فالمزارعون يستبشرون بقرب قطاف ثمارها الحلوة، ويتسابقون بنقل أخبارها. وعن المراحل التي تمر بها النخلة لإنتاج رطب الماجي، يقول العبد الجبار: "يُقطف رطب الماجي مُبكراً، وهو في مرحلة البسر الأحمر القاني، ثم يوضع تحت أشعة الشمس كي ينضج، وأحياناً يُضرب البسر تحت أشعة الشمس بشماريخ العذوق كي "يزوي" أي تظهر عليه علامات النضج المعهودة، أو يلف في بطانيات مبللة حتى ينضج، ثم يتم وضعه في صناديق قبل أن يؤخذ إلى الأسواق، ليكون باكورة الإنتاج الموسمي الذي يطرح للبيع، ويكون الإقبال عليه كبيراً من المستهلكين والمحبين، ويستبشر به ويتفاخر الجميع به، ويتناولونه مع القهوة العربية الأصيلة. ويرى أنه "من الضروري أن يتجه المزارعون للحفاظ على معدل تواجد نخلة الماجي، والزيادة في إنتاج الفسائل، للحفاظ عليها من هواجس الانقراض في المنطقة، حيث بدأت أعدادها في التضاؤل والانحسار نتيجة الظروف البيئية الصعبة والعوامل الزمنية الحالية". وانتقد العبد الجبار بعض المزارعين الذين يرمون ما تبقى من إنتاج رطب الماجي بعد انتهاء موسمه علفاً للماشية للتخلص منه، دون استفادة منه كتمر أو تجفيفه للأكل، وقال: "يمكن استغلال رطب الماجي في أمور كثيرة، فمن الممكن عمل التمر منه، أو تجفيفه بطرق احترافية، أو وضعه وحفظه تحت التبريد، أو عمل المغلفات اللذيذة منه مع الشوكولاتة السمراء أو البيضاء، أو صنع التمر بالملبسات المحشوة بالمكسرات المختلفة وغيرها". فيما قال سلمان العلوان من بلدة القديح بالقطيف، والذي يزاول مهنة الزراعة منذ أكثر من 45 عاماً، ل"الوطن" إن رطب الماجي يمتاز بطول ثمره الذي يبلغ 2.5 سم، كما أن نخلة الماجي معروفة بسرعة نموها، والذي يصل إلى فارق أكثر من مترين من نظيراتها من الأنواع الأخرى، كما تتميز باحمرار ثمرها، مشيراً إلى أن نخلة الماجي تنمو في محافظة القطيف دون المحافظات الأخرى، لأن ثمرها يحتاج إلى رطوبة عالية حتى ينضج جيداً، ولكن فترة بقاء ثمار الماجي في السوق كما يقول فترة قصيرة نسبياً، إذ لا يستمر أكثر من 6 أسابيع فقط قبل قطف أنواع الرطب الأخرى.