مصاب مصر بغدر مسلحين على معبر حدودي بسيناء وقتلهم 16 عسكرياً في غاية الخطورة. ولئن تبرأتْ (حماس) وتحدثت أنباء عن أيد خفية لإيران وإسرائيل و غيرهما، فإن الحادث يعيد فتح ملف (الخيانة) بشكل عام. إنها أسرع مقوّضٍ لأي نظام. كانت نادرةً قبل ثلاثة عقود. بل كانت توصف خيانة الوطن (بالخيانة العظمى) فتعاقب بالإعدام لفداحة جُرمها. ثم بدل إعلام السوء وقنواته المفتوحة وتخلّي الدول عن رقابة قِيَمها، بوهمِ الحرية والإبداع، بدلتْ قناعات الناس وأخلاقها. فأضحتْ (الخيانة) عرفاً مقبولاً على كل المستويات. وساهم غيابُ (العدالة الاجتماعية) في تحفيزها. وأوقد (الفقر) جذوتَها في النفوس. فأصبح المال السيد المطاع مهما كان طلبُه. إذا لم تتدارك الأوطان والأنظمة أحوالها بفكرٍ متجددٍ للتعامل مع (الخيانة) فستدفع أثمنةً غالية..من بقائها و استقرارها. Twitter:@mmshibani