لعل تفجير مبنى الأمن القومي السوري الذي أودى أمس بنخبة القادة العسكريين، الوحيد الذي لم يدبِّره النظام كعادته ليذرف دموع التماسيح متهماً أعداءه. لكنه سيكون العلامة الفارقة في تَهاوِي عصابة الحكم الأسدي. ليس عمليةً انتحاريةً لشخص. بل تفجير مُحكمٌ بأساليب النظام ذاتها. فلعلّه من داخل العصابة. ضاق الخناقُ عليها. فمَنْ لم يُفلح باجتثاثِ الرأس (بشار) دبّر قصَّ أجنحته لإرباكه و إسقاطه. و ستتلو عملياتٌ (انتقامية) في قطاع (الأمن الداخلي). و لا تستبعد تفجيرات مماثلة بمبانٍ لطمسِ حقائق أمنية، سواء أخذتْ تلك الحقائق شكل (أشخاص أو وثائق أو مستلزمات فاضحة لمرحلة القمع و أبطاله). دخلتْ دمشقُ منذ أول أمس دائرةَ التهاوِي الأمني المتسارع لقضاء كلِ جناحٍ من النظام على خصمه داخله أو الانتقام منه. و كل تلك العمليات لن يكون هدف أيٍ منها حمايةَ (بشار). فَبِطانتُه كلُّها اليوم و غداً (نفسي..نفسي). زاد الله أعوانه فُرقةً و تشرذماً، و حمى الشعب المجاهد العظيم من كل سوء. Twitter:@mmshibani