أرأيتم ذلك الحبل الذي كان يتشبث به المرء متفادياً الوقوع ..ثم ما لبثت يده أن تراخت حتى انفلت عنها الحبل .. لقد كانت تلك اليد نايف بن عبدالعزيز .. والحبل هو حكمته المفتولة بالتقوى والإيمان والحنكة والثقافة التي يندر أن نراها تشع من عيني رجل واحد .. والوطن هو ذاك الشخص الذي كان نايف بن عبدالعزيز يده اليمنى .. قبضته التي ما فتئت تدافع عن جسده كلما تطرقت لها بواعث الخطر ..لقد نامت تلك اليد وارتخت كما نامت عينه مستقرة - بإذن الله –في ملكوت الرحمة والسكينة والأمان بعد أن أدت أدوارها لله وللأمة وللوطن باقتدار وإخلاص .. وبات ذلك الحبل الذي لطالما تشبثنا به عن أتون الفتن والجريمة والإرهاب وكأنه يتأرجح في الفضاء .. ولولا يقيننا بأن هذه الدولة ولادة بالرجال الأفذاذ لقلنا ( على ذلك الحبل السلام ) فلله ما أشد فجيعتنا بنايف. حينما نتقصى الحقائق ونستطلع الإحصاءات منذ تولي نايف بن عبدالعزيز حقيبة الداخلية يشتد شعورنا بالأسى على رحيل هذا الرجل العظيم سيما في هذه الأوقات العصيبة التي اشتدت فيها حمأة الكراهية لهذا الوطن وأهله ، فهو الذي تمكن بعد فضل الله من تجفيف منابع الغلو والتطرف الديني حتى غدت السعودية مضرب الأمثال في هذا المجال ، وهو الذي في عهده صنفت الأممالمتحدة المملكة العربية السعودية كأقل دول العالم في معدلات الجريمة .. وهو الذي لم يبرح يسد منافذ التطرف التغريبي الساعي إلى ضرب الآداب العامة ، فقد كان يرحمه الله يؤمن بشكل قاطع بأن الأخلاق ليست فرض كفاية إن قام بها البعض سقطت عن الآخر .. بل كان يراها فرض عين على كل مواطن ومقيم يتحرك على تراب هذا البلد الطاهر ، وذلك بإرسائه لدعائم التكافل الأخلاقي من خلال دعمه المتواصل لإنكار المنكر والحث على الفضيلة والمعروف . ناهيكم عن حرصه على دور الفرد المحوري في طمأنينة واستقرار البلد .. إذ أكد كثيراً من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام ؛ أن المواطن هو رجل الأمن الأول الذي لن يتحقق الأمن بشموليته المتكاملة ما لم يع هو قيمة وأهمية مفهوم الأمن ، فوعي المواطن كان بالنسبة له – يرحمه الله – نقطة ارتكاز لقوة وصلابة النسيج الوطني . ليرحمك الله يا نايف .. وليرحمنا ويعوضنا ويلهمنا الخير والصبر وقوة الاحتمال من بعدك .. وإنا لله وإنا إليه راجعون . Twitter:@ad_alshihri