لم تكن مفاجأة أن تخترق الهزيمة مشوار العمر!! ولم تكن مشكلة أن تتسلل صرخة الألم إلى شفافية الخفق!! فالفشل أقسى من الشعور بالفراق ما بعد العشق!! لكن المشكلة في أنه من غير المتوقع أن لا نتوقع المتوقع!! فلسفة عجيبة لحقائق علمية تؤكد على حقيقة توقيت الفصول.. فالشتاء برد تتجمد فيه الأنامل.. والربيع موسم رائع ترقص فيه الأمنيات.. والصيف طقس ممطر.. والخريف أوراق قلب حائر!! وإذا بعواطفنا تجعل الخريف يُزهر في شتاء دافئ ليسقي الربيع مساحات بوح تنعش رياح الصيف الحارق!! وذلك لتجد أنفاسنا ضالتها في رحيق الوجد وتأملات الوقت حقيقة أخرى.. نعرفها جيدا تقول بأن الأقطاب المتشابهة تتنافر!! وتجسيدا لواقعنا نتعامل معها بثقة ونضيف إليها "قد لا تتجاذب ولكنها تتجانب"!! في خطوة تحايل من أجل البقاء!! منطق غريب أو ربما ساذج!! نتشاطر فيه الضحكة ونتقاسم معاناة السقم ونرسم طريقنا نحو الغد ونبتهج كلما ابتسم القدر.. ولأن الحقيقة ثابتة بمرور الزمن نتساءل كيف للهمسة أن تتحول إلى دمعة أسى؟؟ وكيف للأشواق أن تنشر رائحة الصدى؟؟ بين السطور وخلف حكايات الهوى!! بعمق التجربة!! خيمت الخيبة في سحابة النفس المرهقة من الغربة والخوف من المجهول.. فعلى امتداد الليل ذو الحقيقة الساكنة تبحر الأمنية كي تضئ الحلم في زمنٍ خسر فيه الإحساس معنى الحياة!! وإذا بالنهار يخاطب أبجدية العاطفة الباحثة عن الارتواء بعد تهجي ظمأ الهروب!! فالأمل لا يمكنه الإصغاء إلى نظرات الصمت المتساقطة على جدار القسوة.. والصوت ليس بوسعه قراءة السر في عاصفة الحزن على أرصفة الحرمان!! يتأمل فقط.. المقاعد الفارغة والوجوه المغادرة!! كل الأشياء تخضع لقانون الجاذبية إلا الفرح.. يخضع لميلاد اللحظة!! فكم تظاهرت الشفاه بالابتسام والعواطف أجنحة منكسرة!! وكم سكبت العيون دموع الدهشة والقلوب متعبة.. متعبة!! إن الانحدار حقيقة تُقنع الأفكار بالانسحاب!! فالمطر يهطل من السماء والشلال ينحدر من الجبل إلى القاع والإنسان من القمة يهوي بعد الهرم إلى جراح الضياع!! هكذا تدور الأرض وتوقظ في دواخلنا معاني الاحتواء، لنبحث عن موعد للأمان قبل نهاية المطاف.. قطر.. العجز عن مواصلة العزف لا يعني حقيقة النسيان!!