يعاني مجتمعنا القطري كغيره من المجتمعات الخليجية من مشاكل الخدم. واعتماد الآباء والأمهات عليهم بصورة مبالغ فيها لذا لابد أن نسلط الضوء على هذه الظاهرة لأنها قد تؤثر في أبنائنا فلذات أكبادنا الذين هم أمانة في أعناقنا. أصبح دور الأم في البيت مهمشاً وفقدت الأم وظيفتها بالكامل. فأصبحت الخادمة في البيت تقوم بدور الأم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى حتى عندما تعاقب الأم طفلها تقوم الخادمة بالدفاع عن الطفل وحمايته فأصبحت الخادمة هي الأم الحقيقية للطفل (فهى خادمة أم بامتياز). فالكثير من الأمهات قد يغضبن من هذه التسمية ولكن لابد من قول الحقيقة مهما كانت مؤلمة. للأسف الشديد أصبح دور الأم هامشياً في البيت. ويتضح ذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: من يقوم بإعداد الطعام ويعرف احتياجات المطبخ والمنزل؟ (الخادمة)، من يقوم بتوصيل الأطفال للمدارس؟ (الخادمة)، من يقوم بتبديل الأطفال وتنظيفهم؟ (الخادمة)، من يقوم بمتابعة الأطفال كظلهم في المنزل والحدائق والمجمعات؟ (الخادمة)، من يلاعب الأطفال؟ (الخادمة). أصبحت الخادمة هي الدينامو في المنزل إذا سافرت تعطل كل شيء فأين دور الأم الحقيقي ولنا أن نتساءل: ماهو دور الخادمة أليست هناك حدود أو خطوط حمراء لا تتعداها الخادمة في المنزل. من المفترض أن تقوم الأم بإعداد الطعام وإن تعذر ذلك تعده الخادمة بإشراف مباشر أو غير مباشر من الأم. ايقاظ الأبناء وتبديل ملابسهم وتنظيفهم مسؤولية الأم.على الأم مشاركة الأطفال ألعابهم وقضاء أطول وقت ممكن معهم وتنويم الأطفال وسرد القصص وتوجيههم دينياً وأخلاقياً. في حال تعذر قيام الأم ببعض واجباتها تجاه الأبناء فليكن لفترة محدودة ومؤقتة وتراقبهم وتسألهم عما حدث في غيابها بحب وحنان وتعود أطفالها على المصارحة مهما أخطأ الطفل فلا عقاب وإنما نصح وتوجيه وإرشاد. وللزوج دور كبير في تحمل مسؤولياته تجاه أسرته بالقيام بدوره على أكمل وجه ومشاركة الزوجة بتوجيه الأبناء وإرشادهم وتربيتهم على تحمل المسؤولية منذ الصغر كتبديل ملابسهم والعناية بأنفسهم ومذاكرة دروسهم وإعداد بعض احتياجاتهم البسيطة بأنفسهم كإحضار كوب الماء وترتيب غرفة النوم. وهذا من الضروريات التي يغفل عنها الكثير من الآباء والأمهات. فتحمل المسؤولية عادة يكتسبها الطفل منذ الصغر (فالتعليم في الصغر كالنقش على الصخر). فالاتكالية واللامبالاة عند كثير من أبنائنا وبناتنا هي نتاج تربية خاطئة علينا أن نتداركها قبل فوات الأوان. فإذا لم تستطع الأم والأب القيام بواجباتهما فالأفضل عدم إنجاب أطفال أبرياء يكونون ضحايا يحمل هؤلاء الآباء والأمهات أوزارهم إلى يوم القيامة. وأخيرا وليس آخراً أعتقد والله أعلم لو أن بعض الأمهات (البعض وليس الكل) يستطعن انتزاع الجنين من أرحامهن وزرعه في أرحام الخادمات ليتخلصن من متاعب فترة الحمل والمخاض والإنجاب والرضاعة لم يتوانين لحظة عن فعل ذلك ولكن الحمد لله أن العلم لم يتوصل لمثل هذا الاختراع. قد تغضب مني بعض الأمهات ولكنها الحقيقة المرة. * كاتبة قطرية