يسود الصمت أبداً.. وتنشيء الدموع.. تصبح الأحزان صارية عالية.. تصبح مع الأيام وجعاً يسكن الصدور.. ويتوسد القلوب.. وتبقى الآهات هي الفنار!! ليل الفجيعة دامٍ.. ومؤلم.. والناس يشرعون عيونهم.. تفزعهم الدماء وهي تروي التراب.. ويضيق بهم الانتظار.. لكن لا جديد.. فالدماء تروي عطش الأرض.. والأرواح تزهق.. والشباب يموت.. والضحايا يمضون إلى الرفيق الأعلى!! هذا طريق مدينة الليث.. المقصلة التي قبضت على أرواح الكثيرين والكثيرات.. يتّمت أطفالاً وأدمت آباء وأمهات.. وحرقت قلوب أخوان وأخوات ورغم كل المشاوير الطويلة.. وكل الأزمان المتعاقبة فإن هذا الطريق مازال هو الحريق الذي يلتهم الناس.. وهو السكين التي تقطع الرقاب!! ما العلة في هذا الطريق.. لماذا لا يمضي بعض الوقت إلا ويحصد أرواح الناس والطلبة والطالبات على وجه الخصوص.. الطالبات بالذات اللواتي يمضين على هذا الطريق صباح مساء يحملن أحلامهن.. وآمالهن.. تطلعاتهن لمستقبل مشرق بعد أن أكملن دراساتهن وتحصلن على الشهادات الجامعية.. بعضهن يتطلع إلى دعم أسرهن الفقيرة.. وأخريات.. من أجل دعم إمكانياتهن لبناء مستقبلهن.. لكن صائد الأرواح.. وهادم الآمال.. ومقوض الأفراح.. طريق الليث الذي كان.. ومازال.. وأتمنى ألا يظل.. هو طريق الموت!! أنا لا أدري لماذا ظل هذا الطريق هكذا.. لماذا ظل طريقاً للموت على مر السنين.. دون أن نعمل على تعديله.. وإصلاحه.. ومعالجة الأخطاء الخطرة التي تقود إلى الموت هذا الطريق كان يجب قفله.. وتغيير مساره ليكون آمناً بدلاً من هذه الدماء المهدرة عليه كل هذه السنين ثم ألم يكن من الممكن عدم تعيين السعوديين والسعوديات في الليث أو القنفذة أو القرى البعيدة التي ليست لها طرقاً للوصول إليها فينزل الناس عند حد معين ثم الركوب في سيارات أخرى كبيرة مثل الونيتات أو اللواري حتى توصلهم إلى مدارسهم وكثيراً ما تنقلب ويموت ركابها ويحدث هذا في بعض القرى في الطائف - مثلاً -. لابد أن نحافظ على أولادنا وبناتنا ونجنبهم الأخطار الفادحة ويمكن الاستعانة بالمتعاقدين والمتعاقدات في مثل هذه المدن والقرى لأنهم يقيمون في تلك المدن والقرى وبالتالي يتجنبون أخطار الطرق مقصلة الأرواح.. المهم.. والأهم.. أن نجد حلاً!! آخر المشوار قال الشاعر: إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب