لا تخلو أنباءُ الرئيس السابق (مبارك) من مبالغات. لكن قاسماً مشتركاً بين اختلافاتها، أنه كثيراً ما تنتابه (نَوباتُ بكاءٍ) مستمر في خلواته و مع زوجته و زيارات أبنائه , والسؤال ما الذي (يُبكيه).؟. قطعاً ليس فَقْد السلطة , لأنه حزنٌ ينتهي في أيام. لا يستحق الدموع إلّا واحد..(الخوف من الله).. يُدركه مَن شارف التسعين ودارت عليه الأيام فتذكّر ما كان آخر عهده به مدارس الصغر، أن الأيام دول، والراعي مُحاسبٌ ومسؤولٌ عن رعيته. إنها (العودةُ لله). تُرعبُه في محبسه العلاجي، بعد أن تَخلّى عنه (الأعوانُ) المُزيّنون للباطل وغابت شمس (السلطة) المُطغِية وتحوّلت (لذّاتُ الزمانِ) إلى (مرارةٍ) و (فِتنتُه) إلى (حسرة).. يدرك (مبارك) أن (ما بقي) من عمره أقلّ (مما مضى)، وأن كل من سبقه وضعه أهلُه في (قبرٍ) لا يدري (ضَمّتَهُ) جَنّةٌ أم نار. يؤمن أن الله (غفور رحيمٌ) لحقوقه عليه، فلا يخاف كثيراً. لكنه يوقنُ بوضوح أنه تعالى لا يغفر حقوق العباد عليه و ألّا مُسامح له منهم أبداً. فَبِذِمّتِه يُعلّقُ كلُ ظلمٍ وجنايةٍ وتَضييعِ حقٍ و فسادٍ ماليٍ و أخلاقيٍ و فكريٍ سمح به أو نام أو تَغاضى عنه أو لم يُفتّشْ وراءه لتصحيحه. عندها (يبكي) و (يَنْتَحبُ) و (يَتمنّى) لو عاش و مات (لا لَهُ) و (لا عليه). استشعار هذا الهولِ المُحدِق (يبكي منه) مبارك.. ويُفترضُ أن (يَتباكى له) آخرون. Twitter:@mmshibani