ضعف الإرادة والاستسلام للإحباط واليأس يكون بسبب الجهل وقلة المعرفة بقيمة الذات واكتساب الخبرات في التعامل مع الصعوبات والأزمات، التربية الزائدة القائمة إما على زيادة الحنان والرعاية والخوف الشديد على الطفل أو الإهمال المفرط والتقليل من قيمة الطفل وتقديره لذاته، كبت المشاعر وعدم السماح للمشاركة وإثبات الذات، إن البرمجة الذاتية السلبية التي سيطرت على العقلية العربية لسنوات في العديد من الدول تمنع عنها تحسين الأمور وتطوير وعمارة الحياة للتسابق مع بلدان العالم نحو التطور والمعرفة، ولو تمردت وخرجت من غفلتها وإحساسها الدائم بالعجز قبل سنوات لما وصلت لكل تلك المعاناة وما احتاجت لوقت كبير لدفع الثمن الغالي لكرامتها وحريتها، ولكن التحدي الأكبر أمام الذات العربية الآن هل ستستمر قوة إرادتها في تحقيق أهداف ثورتها وطموحها لتنفصل عن تبعية الآخر وتحقق هويتها وتميزها وتطورها بين الأمم أم ستسلم لعجزها وتدمر ذاتها وتعود لرحمة الآخر . فالإرادة برمجة داخلية عقلية نفسية تتفجر في أي وقت مهما بلغ الإنسان من سنوات عمره أو إحساسه بالضعف والعجز، فقط كل ما يحتاجه اتخاذ القرار الداخلي بالتمرد على الواقع الذي يعيشه والبدء بالتغير والتطور والخروج من العجز الذي برمج ذاته عليه وقلة همته وعزيمته والشعور بكونه ضحية للآخرين والنقص وعدم توفر المقومات والقدرات لتحقيق شيء ذي فائدة والاعتماد على الآخر في كل شيء والتبرير بنقص الموارد والإمكانيات أو البيئة غير صالحة، فالقناعات والأفكار الداخلية هي من تصنع الإرادة أو تقتلها، فقط نحتاج لإصرار ومكافحة لأجل الوصول لأعلى الغايات وتحقيق أعظم الطموحات، ونحتاج للتخطيط ووضع الرؤية الواضحة ومعرفة القدرات والمهارات وتوزيع الأدوار والتكافل والتعامل بالعدل والقسط لنبدأ الخروج من دائرة الضعف والخذلان إلى دائرة الإنجاز والعطاء والإحساس بالهوية والذات . نحن نحتاج للتربية على قوة الإرادة كل يوم مع أنفسنا أولاً ثم مع أبنائنا والمحيطين بنا في مجتمعاتنا حتى نحقق التغير والنجاح في حياتنا، فنسعى لتطوير بلادنا وتحقيق هويتنا ومعرفة ما نريد والسعي معاً إليها دون تغليب للمصالح الشخصية على مصالح العامة، فالكل يُصوب قوته وطاقته نحو ذاك العدو المتربص بنا ليصرفه عن أرضنا ونعيد بإرادتنا كرامتنا ونحقق نجاحاتنا ونصنع هويتنا وذاتنا الفريدة.