أَرأَيْتُم من قبلُ رئيساً عربياً يسلّمُ السلطة.؟.باستثناء (جنراليْ) السودان و موريتانيا (سوار الذهب و علي فال) لم يتكرر إلّا في صنعاء. وسواء اعتبرنا تسليمَ صالح طوعاً أو كرهاً، ففيه شيءٌ من (الإكراه) و مساحةٌ كبيرة من (المُطاوعة) أي نصف (إكراه) و نصف (طوع)، فلا يمكن وصفُه بغير (الرئيس المتنازل). ليس (فاراً)، فقد غادر و عاد مراتٍ في قوةٍ لا خفاء. و لا (ذبيحاً)، فما زال قلبُه نابضاً رغم الحروق. و لا (وراء القضبان) أو (يترقب حكم القضاء)، إذ خطب أمس من قصر الرئاسة مسلّماً خَلَفَه مقاليدها. مخاضُ أزمة اليمن و نتيجتُه من الحالات النادرة التي (يُحيّي) فيها التاريخُ كلَّ الأطراف، شعباً و قبائلَ و أحزاباً و جيشاً و وُسطاءَ و رؤساءَ (سابقاً و لاحقاً). كان كلٌّ منهم قادراً على إذكاء الفتنة و زيادتها لتتجاوز كلَّ الحلولِ و المعقول، لكنه أبى. للسلطةِ (عُسيْلَةٌ) لا تُدانيها لذة..لكن (للخروج) منها (سالماً أمناً على مستقبله و أهله و تاريخه) مُتعةٌ أكبر، لا (يتذوّقُها) اليومَ إلا علي عبد الله صالح..فلعله يكون (وسيطاً عربياً) يُقنع بها (الآخرين)..فما أضلَّهُم..و ما أكثرهم. Twitter:@mmshibani