تردد في بداية هذا العام بأننا في عام المعلم ، وشعرت باننا في هذا العام سنغير ارثا قديما ونطور منه في وقتنا للوصول الى مصافي الامم المتقدمة كيف لا ونحن من اغناها. المهم في الموضوع عام المعلم لم يحصل به شيء ولو كان الحصول من وجهة نظر المسئول بانه قد حقق اهدافه المنشودة من اقامة هذا العام فليعلم بان مايمليه عليه لجنة الخبراء الموقرة ليس هو اسمى اهداف الواقع فقد تكون اهدافا تتجلى في اذهانهم ولا تتجاوز حدود العقل ، والحقيقة بانه اذا مازلنا نسعى لتحديد عام للمعلم وعام للطالب وعام للمناهج وعام اخر للمباني من اجل تركيز الجهود وتنفيذ المنشود فهذا يعني اننا كالقارب الذي يمر عليه طوفان البحر وهو يحمل فوقه البواخر العملاقه . لماذا لا نصدق مع انفسنا ونحدد الخطأ ولا نتعالى على واقعنا لان هذه هي الطريقة الصحيحة ،على العكس تجدنا كل عام نعود لنعيش نفس الخطأ من سوء المباني او سوء الانتاج العلمي او سوء حياة المعلم العملية واخطاء النقل ووفيات كبيرة ودماء كثيرة وووو. هل نحتاج لعام ام ربع قرن ان كانت هذه هي طريقة التغيير. قرأت خبرا قبل ايام عن رغبة وزارة التعليم العالي في استحداث سنة رابعة للدراسة في المرحله الثانوية لتلغي بذلك مرحلة السنة التحضيرية الجامعية وطرحته وزارة التعليم العالي على وزارة التربية والتعليم ، اقتراح قد يكون جميلا ولكن وزارة التعليم العالي قد ازاحت عن كاهلها عبء تدريس المرحلة التحضيرية ظنا منها بأنه يتفق مع برامج التطوير المتبعة عالميا ولم تدر بأن وزارة التربية والتعليم لم تصل الى مرحلة من التقدم لاضافة سنة جديدة وعبء جديد يحتاج الى دراسة مضنية للوصول الى الاهداف الحقيقية والواقعية لهذا التطوير . لماذا تمر بنا السنون ونحن على نفس المشاكل المتكررة والتي نعيشها ونحاول اخذ مهدئات بسيطة لتفادي آلامها ولا نحاول اخذ عقار يقضي على هذا المرض ، علما بأنه ليس فقط في التعليم بل في كثير من القطاعات الخدمية ولكن التعليم هو الاهم لنشء جيد واستقرار المجتمع والنهوض بالدولة. انها معادلة مستحيلة الحل وان كان هذا القرار سيطبق فعليهم أولا تمشيط النظام الاقدم والسياسات التعليمية الاقدم واعادة النهوض بها ثم بعد ذلك لنبدأ بأفكار جديدة .ان العقل لا ينمو الا بثلاث : إدامة التفكير ومطالعة الكتب واليقظة لتجارب الآخرين وهذا مانريده فعلا .وليكن شعار هاتين الوزارتين وغيرها عند اتخاذ قرارات مصيرية ان يتبعوا هذه القاعدة : إذا افلت شمس يومك وحل الظلام ،فلا تنس ان تشعل شمسك الداخلية. لعل القرارات ستكون اكثر ضياءً. أكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @BTIHANI