لا شك أن الحكومة (تحارب) الفقر، لكنه ينمو. ولا جدال أنها (تحارب) الغلاء، إلا أنه يزداد. وأراها (تحارب) الفساد، مع أنه حتى لم يَعد يتوارى عن الأنظار. تلك مصائبُ ثلاثٌ لا يتّسع المقال لزيادتها. فما نتيجةُ (الحرب).؟. ومَن المنتصر.. ولو آنِيّاً.؟. وحده (الإرهابُ) حاربَتْهُ فَمَحقَتْ خلاياهُ الظاهرةَ والنائمة، فارتاح الناس وأَمِنوا وناموا. هناك (شيءٌ ما) لا نعرف كُنْهَه يُفشِلُ الحروب الثلاث، وإلا لَما استغرقَتْ كلَّ هذا الوقت والجهد والفشل. فالفقر تتسع دائرتُه بهبوطٍ مظلّيٍ سريعٍ من الطبقاتِ الوسطى. والغلاءُ تُخْفِقُ (التجارةُ) في متابعة السوقِ السوداءِ لِسِلعةِ (الإسمنت) وحدها. دع عنكَ غيرَها من السلع، غذائيةً ودوائيةً وكمالية. أما الفساد، فَأوْلى لنا الصمتُ بشأنه عن المُباحِ وغيرِ المُباح. إنه (شيءٌ ما) أكبر من كل الجهود. لذا أقترح عَقْد (اتفاقٍ) معه لتحويلِ (المحاربةِ) إلى (مُهادنة). دعوةٌ حقيقيةٌ صادقةٌ صارخةٌ (للمُهادنة). نُهادنُ الفقر، ونُهادنُ الغلاء، ونُهادنُ الفساد. مِن مصلحتِنا ذلك.. لِئلا تتفاقمَ الكوارثُ الثلاث.. ومِن مصلحتِه أيضاً.. لِئلا نضيع جميعاً.. فنُصبح (أثراً) بعد (عين). Twitter:@mmshibani