لا يغادر الملك محمد السادس منذ اعتلى العرش بلده أبداً..و لا حتى لمؤتمرات القمة أو العزاء. هذه المرة غادر قبل الانتخابات بأسبوعين مكثهما في فرنسا. السبب لينأى بنفسه عن صراعات الاحزاب..بل انه جمّد تدشيناته قبلها بشهر لِئلّا يستفيد وزراء حزبيون من الظهور فيها وهم على أبواب حملتهم الانتخابية. تمت الانتخابات. فاز الإسلاميون بمعظم المقاعد. فكلّف فوراً أمين عام (العدالة و التنمية) بتشكيل الحكومة..سلاسةٌ فائقة. أما (بن كيران) أول إسلامي يتولى الحكومة فقال إن المغاربة صوّتوا لحزبه (لأنه دافع عن المَلَكِية لوجه الله). أما لماذا الدفاع.؟.فيقول :(لأن النظام الملكي وحد البلاد و العباد و جعل الشعب مرفوع الرأس..و الشعب ذكي..صوّتَ لصالحنا). كأنما يقول : إن الإسلاميين هم الأخلص و الأقوى للمَلَكِية. حدد أهدافه :(محاربة الفساد) و(التمسك بالعدل)، و ناشد الأغنياء الرحمة بالفقراء، رافعاً شعار(حملة التضامن لمحاربة الفقر) التي يرأسها الملك. رسائلُ جوهرية. أطرافها الثلاثة (شعب - ملك -حكومة) عازمةٌ على خَوْضِ تحدٍ جوهري جديدٍ على كلٍ منهم..متسلحين بتضامنهم..غير عابئين بغُثاءٍ و زَبَدٍ سيطفو على السطح لتياراتٍ خسرت فتثير مسائل هامشية (كالنقاب و أنماط الحياة المتحررة) لعرقلة نجاح الحكم الجديد في معالجة قضايا (الفقر و الفساد و العدالة)..مسيرة مبشرة. Twitter: @mmshibani