ما الذي يحدث في دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة وفي مستشفى الأمل في جدة؟ هذان المكانان تحديدا لا يحتملان أن يحدث فيهما كل ما يحدث منذ أسابيع، لأنهما يعنيان مباشرة بعلاج حالات مرضية ونفسية بهدف إعادة تأهليها لتكون صالحة للانخراط في المجتمع لتكون عناصر فاعلة وقادرة على الاندماج والحياة بصورة صحيحة وسليمة من جديد. ولا يمكن أن يستوعب عاقل أن إعادة تأهل فتاة انحرفت عن جادة الصواب، أو وقعت ضحية عنف أسري اضطرها للهروب من منزل ذويها ولجأت أو أودعت دار حماية الفتيات، أن يتم احتواؤها وإعادة تأهيلها لتكون فاعلة في مجتمعها وهي سليمة معافاة، من خلال الضرب أو التجويع أو الحبس والعنف، الذي يمارسه ضدهن مسؤولات وإدارة دار الرعاية. ولا يمكن أن يستوعب عاقل أن خلافات إدارية بين موظفي وإداريي مستشفى الأمل المعني بعلاج مدمني المخدرات وإعادة تأهيلهم يمكن أن تحدث على هذا النحو، خاصة أن مستشفى الأمل تحديدا كان منذ نشأته بارقة أمل حقيقية لاحتواء ضحايا المخدرات التي ما تدخل الجسد حتى تتشبث به وترفض الفكاك عنه، واستبشرنا جميعا بالدور العظيم الذي سيقوم به هذا المرفق الصحي الاجتماعي الهام. إن ما يحدث في مستشفى الأمل في جدة ودار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة صدمة حقيقية، وكارثة إنسانية بكل المقاييس، ولا بد من إعادة النظر في كيفية وكوادر وآليات التعامل مع هذين المرفقين التأهيليين الهامين. إن نزلاء مستشفى الأمل ودور رعاية الفتيات ليسوا من سقط المتاع، إنهم بناتنا وأبناؤنا لهم حق الحياة الكريمة كاملا دون نقصان، وليس من حق أحد أيا كان هذا الأحد أن يسلبهم من حقهم الكامل في الحياة الكريمة قيد أنملة، وإن أخطأوا في فترة من فترات حياتهم، أو كانوا ضحايا، يتساوون في حقهم في الحياة مع أي منا، وعلينا جميعا أن نتكاتف لحماية حقهم في الحياة. وعلى المشرفين على هذين المرفقين الهامين أن يراجعوا أنفسهم وأن يتقوا الله في الأمانة العظيمة الملقاة على عواتقهم، وأن يعوا أنهم مؤتمنون على أرواح العباد وأعراضهم، خاصة أنهم مرضى، وأن أي خلل في إدارة وعلاج هذه الفئة بالذات إنما هو تهديد لمستقبل الوطن والإنسان الذي هو الثروة الحقيقية للبلاد. ولا بد للمقصرين منهم أن يحاسبوا بشدة على تقصيرهم، وأن لا نسمح بأن يصبح بناتنا وأبناؤنا المرضى «كالمستجير من الرمضاء بالنار»، هربوا من جحيم المخدرات والعنف ليقعوا في براثن من لا يرحمهم. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة