أعلنت الجمعيات الخيرية قبل أيام قليلة عن عدد المستفيدين للعام الفائت, والخدمات المُستفاد منها, والمعونات المقدمة, والجهود المبذولة, والأموال المصروفة, وتفاصيل كثيرة تشي بألاَّ وجود لمحتاج داخل تلك المحافظة أو المدينة الحاضنة للجمعية الخيرية, لما تعلنه من عدد للمستفيدين, وأرقام للأموال المصروفة, وكمية المعونات المستفاد منها, وهذا ما يجعل الكثيرين يساهمون في كل مناسبة, وبدون مناسبة, بالمبادرة في الدعم المالي والعيني والمعنوي كل ما سنحت الفرصة, بناءً على الإعلانات التي تملأ اللوحات الداعية في منطقة الجمعية, والمنشورات التوضيحية لعدد المستفيدين, والرسائل الهاتفية المبشرة بدعم المزيد من المعوزين, كما تدفع هذه الإعلانات الظاهرية, والعناوين العريضة الحس الإنساني لدى الفرد للمساهمة والتبرع للفقراء والمحتاجين الذين لهم على الجميع واجبات دينية وإنسانية في مساندتهم, والوقوف بجوارهم, وللمتبرعين, والصحافة التي يُقال بأنها العين الثالثة, وحق على الجمعيات الخيرية بمعرفة أدق التفاصيل للأموال التي تدخل خزينتها, فليس من المعقول, والمقبول, والمهضوم أيضًا أن تصدمنا الصحافة كل يوم وآخر عن عائلة تعيش وسط صفيح تُصارع فيه أجواء فصول السنة, وأخرى لا تجد قوت يومها, والكثير من المعاناة لمواطنين محتاجين لا يجدون ما يسد رمق جوعهم, وحاجاتهم الأساسية, ويحفظ الحد الأدنى من الحياة الكريمة للإنسان, فإلى جانب الدعم الكبير الذي يحظى به الضمان الاجتماعي, هناك المئات من الجمعيات الخيرية التي تحظى بذات الدعم, ومع هذا ما زالت أخبار المحتاجين, والغلابة, وذوي الحاجة, ظاهرة على السطح, مما يعني بأن هناك مشكلة ليست بسيطة, وربما تكون آلية صرف الأموال والمعونات تعاني من مشكلة, وربما للشروط سبب في ذلك. المحصلة أن هناك محتاجين بعدد ليس بقليل, ولا يعكس حقيقة المبالغ التي تُضخ في خزانة تلك الجمعيات, ولا يوازي الدعم الذي تحظى به النشاطات الاجتماعية الخيرية, ولعل الجمعيات الخيرية توضح للصحافة والرأي العامة موقفها من تلك الأخبار, وتعطي الحالات الإنسانية المنشورة جانبا من الاهتمام أسوة بجهودها الإعلانية والإعلامية, وإذا كان للجمعيات وكل المرافق ذات العلاقة بالأعمال الخيرية لها حق الدعم المادي والمعنوي, فللرأي العام حق معرفة حقيقة وتفاصيل الحالات الإنسانية المنشورة عبر الصحافة, لتتضح الصورة, وتساهم الصحافة في طرح المشكلات التي تعاني منها الجمعيات إن كان هناك مشاكل, وإلا ما هو المبرر بوجود حالات إنسانية تناشد الخبز مع كل طبعة جديدة, في ظل دعم لا محدود.