عندما باشر الملك فيصل، عليه رحماتُ الباري، بناءَ هياكلِ الدولة، ابتكر اسم (مؤسسة النقد العربي السعودي) لأن تسميةَ الهيئة الوليدة (البنك المركزي) فيه إيحاءٌ للبعض آنذاك أنها (بنك ربوي) لعدم إدراكهم ضروراتها الاقتصادية. كان (يُراعي) و (يُسايِس) الناس، لأن مصادمةَ قِيَمِهِم و قناعاتهم لا تُنبِئ عن عقل و لا تبني دولة. ثم تغيرت القناعات. و مر التغيير المصرفي عموماً بمراحل متناقضة. تأسست البنوك التجارية. و كانت (كلها ربوية) بلا استثناء. و مر عقدان من الزمن كان يُحظر فيها حتى على الصحف نشر أي تناول عن (المصرفية الإسلامية)، و رُخِص (لمصارف فيصل الإسلامية) و مثيلاتها في كل العالم باستثناء السعودية. ثم تغيرت البوصلة. فإذا (النُفور) من (المصرفية الإسلامية) يتحول لعكسه تماماً. فتحولت، في السنوات العشر الماضية، بنوكٌ كاملةٌ إلى (إسلامية)، و حتى الأجنبية منها تبارت في فتح (فروعٍ للمعاملات الإسلامية). باختصار، تغيرت قناعاتُ الناس و تبدلت معها سياساتُ الحكومة من (مراعاة) إلى (ضد) ثم إلى (مع) المصرفية الإسلامية. لكن شيئاً واحداً لم يتغير. ربما نسيه، أو انشغل عنه مختصوه. اسمُ (مؤسسة النقد). أليس الأجدى تحويله الآن إلى (البنك المركزي السعودي) على غرار كل العالم.؟. Twitter: @mmshibani