هذا هو حال معظم الرجال اليوم , عندما يجد احدهم نفسه امام الحسناوات , اللاتي استوفين مقاييس الجمال الكافية للفت الأنظار و إثارة حفيظة بعض البنات , عندما تختطف فتاةٌ بفتنتها وجاذبيتها الوجدان, وتسلب بسحرها الأخّاذ الكيان ,فيكون ذاك الشاب دون فكر او خيار , مسلماً ومنصاعاً ,فمتتبعاً لخطوات حسنة البنان , التي تمكنت بما بانت عليه من حشمة واتزان , ان تحول فلانا الى الحارس الأمين المطاع. امرٌ مثيرُ للاستغراب , عندما يتودد ويتوسل مسلوبّ القرار لتلك التي استقامت في ظاهرها العام وهندامها , بينما كانت تتجول بأحد الأسواق لقضاء بعض الحاجات وشراء ما تود من مستلزمات , وقد تمكن في نهاية المطاف بعد إلحاح وتوسل فاق حدود الوصف والكرامة لديه , من أخذ موعد لمكالمته الهاتفية المريبة , لا مكترثاً ولا مبالياً بنظرات جماهير الناس التي ملأت نطاق المكان. من هنا بدأت انشودة الغرام والهيام تسطر كلماتها الراقصة في مشاهد عشقها المتناغمة,لتبحر الى أقصى مدى من الخيال ,و مضت مشاعر الهوى توطد روابط ملأت كل الجنان , وترسم أسمى وأزهى لوحات الحب ذات اللحن الخالد اللامتناهي العطاء , الذي قدم كنوزاً من هدايا الإيثار ,جسدتها الأفعال والتضحيات , أبدتها تلك الفاتنة التي آثرت الوفاء على كل من أتى ليطرق بقلبه الباب ؛ لأنها أقسمت بأن تسلم مفاتيح السعادة الحقيقية المجردة من ضحكات المصلحة ونزوات الطمع, لذلك الشريك الذي لا تهنأ إلا بملاقاته وسماع اخباره.وسرعان ما تلاشت مفردات قصتها التي سطرت خطوطها العذبة بكلمات الحب ؛ لأنها نزفت قطرات دموع لا تكفي لتطفئ شرار النار المنبعث من قلب أنثى أبت ارتكاب حماقةٍ كانت حتماً ستجرها لبحر هلاك , وأرض لا تقوى فيها على المضي والبقاء. هذا ما حدث نتيجة رفض التلميحات للوقوع في أغلال يجملها لهم الشيطان . وتحولت قصتها وقصص البنات الى رماد تبعثر على أوراق سطرتها آهات العذاب , حين أمر مدّعي الغرام بهدم جدار احتوى مكنون الفؤاد , جدار الذكرى الحالمة البريئة , عندما تقدم بحكمه العاجل الجائر في شكل رسالة اعتذار كان عنوانها بالخط العريض" آسف انا متزوج". فلماذ ايها المتزوجون تلتفتون وراء سحر الجمال ,تبحثون من خلاله عن وعد صادق الحب , وانتم لا تدركون نفحاته وخفايا الشجن والفراق ؟,تجبرون نساءكم على الانضباط وتلفونهن بالغطاء , وانتم تصولون تتفقدون الأجواء اللطيفة في غيابهن ؛ لتسرقوا لحظات جميلة من بعض الفاتنات الحسينات, هل هذا هو ما تبحثون عنه يا بعض الرجال في مجتمع الدين والعادات والتقاليد ؟. [email protected] ملحوظة: تمت اعادة نشر هذا المقال بصيغته الجديدة وذلك بعد ان حصل خطأ فني أدى إلى اختلاف في سياق نص المقال الذي نشر أمس في الصفحة الأخيرة. معذرة للكاتبة العزيزة وللقراء.