إنّ الوفاء بالوعد خلق إسلامي رفيع، وأعظم الأوفياء به ربنا عز وجل حيث يقول: « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصحالات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم» وقد وفى لسيدي رسول الله - صلى الله عليه وعلى صحبه رضوان الله عليهم بوعده بعد أن رمتهم العرب عن قوس واحد وتألبوا عليهم حتى قالوا: أترون أنا نعيش حتى نبيت مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت هذه الآية ومكن الله لهم الدين الذي ارتضى، وأبدلهم بعد خوفهم أمناً، فعبدوا الله لا يشركون به شيئاً، وكان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفى الاوفياء بما يعد ، وقد حث ربنا عز وجل المؤمنين بالوفاء العهود والوعود فقال عز وجل» وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم « ، وقال : يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» وقال: « وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً «، فكأن الوفاء بالوعد واجب لذا فالله يقول: « يا أيها الذين آمنو لم تقولون مالا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» ، ومن يعد أخاه المسلم بشيء ليس منهياً عنه ولا يفي به هو قائل قولاً لم يفعله، فهو يدخل تحت وعيد هذه الآية، ومن قال إن الوفاء بالوعد مستحب قال: أنه يحرم إخلاف الوعد، وإن لم يجب الوفاء به ، أي أنه يأثم بالاخلاف، وإن كان لا يلزم الوفاء به ، فإن من أخلف وعده كذب، والمؤمن لا يكذب وإن زنى وسرق، والكذب من كبائر الذنوب التي تقود الى الفجور الذي يقود الى النار، وقد عدّ الامام الغزالي رحمه الله في كتابه احياء علوم الدين الوفاء بالوعد من حقوق المسلم، ومن لم يف به لم يعده مسلماً، والمسلم إذا وعد أخاه بشيء يعطيه له تعلقت نفسه به، وهو مطالب بأن يدخل السرور على أخيه لا أن يسوءه، ولذا اشتهر الرعيل الأول من المؤمنين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه بأنهم يفون بالوعد ولا يخلفونه ، وما ترك الناس هذا الوفاء إلا عندما ضعفت صلتهم بدينهم، ورأينا أخلاق الاسلام تتحقق عند غيرهم ، عند ما طلبوا الرقي ، ورأينا مساوئ الاخلاق تنقل لمجتمعاتنا فتزداد تخلفاً فهلا انتبهنا لذلك وعالجنا أوضاعنا بحكمة هو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043 [email protected]