في عصر أصبحت فيه استخدامات التقنية الحديثة مؤشرات على مدى التقدم والرقي التكنولوجي مازال هناك أشخاص يعبثون بثقافة الوعي ويجعلون معنى الإدراك هو الاستخدام السيئ حيث تفوق السلبيات الذي يشير إلى الجهل الحقيقي والفراغ العاطفي وقلة الحياء بل وضُعف الوازع الديني !! لا يختلف اثنان على أن مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم أدوات الاتصال الناجح والفعال لما لها من ايجابيات عديدة من حيث اعتبارها وسيلة إعلامية تفاعلية يمكن أن تُقدم خدمات إعلامية متنوعة وهادفة بالإضافة إلى إمكانية استثمار خدماتها في طرح الحلول ومناقشة أبعاد قضايا اجتماعية واقتصادية وتعليمية وتربوية وثقافية وغيرها .. لكن كثافة مستخدمي مواقع التواصل الالكتروني من الفيس بوك وتويتر وغيرها تؤكد استغلال الإنسان لوقته وفكره وعاطفته بشكل غير صحيح !! فقد أصبحت منافذ للانحراف السلوكي ليس ذلك مجرد قضاء أوقات فراغ بل إدمان من نوع آخر !! نقول دائماً بأن انحراف الكثير من الشباب والبحث عن إلى تكوين علاقات مع الجنس الآخر يعود إلى سن المراهقة والقدرة على التأثير عليهم وسهولة انجرافهم إلى الرذيلة وكل ذلك ناتج عن ضعف الرقابة والمتابعة من قبل الأهل !! لكن وللأسف الشديد لقد بات الأمر عكسي في زمن لا يُفرق بين كبير وصغير ، وجاهل و متعلم !! الكل يثق بنفسه بأنه الأقدر على اكتساب أكبر عدد من الأصدقاء المضافين لديه على الصفحة الشخصية !! رسائل خاصة !! موضوعات جريئة !! صور !! عبارات غزلية !! كلمات رومانسية !! متبادلة على الملأ بشكل طبيعي بين رجل وامرأة لا تربطهم علاقة اجتماعية سوى طلب إضافة صديق!! أيُعقل هذا ؟؟ وكأننا في عالم يخلو من المبادئ والقيم والأخلاق !! مع العلم بأن الصداقة أثمن من تفاصيل كهذا ممارسات !! إن التواصل الاجتماعي والمناقشة والحوار والتعبير عن الذات وتبادل الخبرات مطلوب ولكن ليس بالضرورة أن تنحرف جميعها عن المسار إلى الانحلال (إعجاب ونظرة وابتسامة ولقاء) !! كثيرون هم من يعتقدون أنهم عبر الإنترنت يمارسون حريتهم في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم ومشاعرهم وفي الوقت ذاته قد يستطيعون الحصول على صيد سهل !! يمكن أن يقع في الشِباك من الطُعم الأول !! فما أن تُلقي نظرة عابرة على معلومات أحدهم وجدت: ذكر ومهتم بالنساء والعكس صحيح !! أتساءل الخلو الفكري الذي يُعاني منه البعض كيف يقودهم إلى استيعاب أربع ألاف صديق في صفحة لا يفقه صاحبها سوى اسمه المستعار الذي أطلقه ليختبئ خلف وجه الحقيقة ؟؟ يُشير الباحثون " إلى أن وقت الفراغ هو وقت اكتساب القيم حسب إن الفرد يقوم بعملية اختيار للنشاط الذي يمارسه وهذا يعني عملية تفضيل بين النشاط النافع وغير النافع والمفيد والضار كما أن الحرية التي يمارسها الفرد في اختيار أوقات فراغه قد تسمح له بالتعبير عن نفسه وإثبات ذات " أي أن الوقت المستقطع من الحرية الشخصية هو رصيد يُضيف للنفس الإنسانية قيمة أخلاقية لا سيرة ذاتية تسعى للحصول على كل ما تريد أو على الأقل جزء منه ضمن قناعة أنها تستحق ذلك !! قطر.. (ربما لا نحصل على ما نريد لكننا بالتأكيد سنحصل على ما نستحقه !( دوج هورتون العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955 البريد الالكتروني :[email protected]