تناقلت مؤخرا بعض المواقع الإلكترونية خبر مفاده أن "إحدى فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبضت على سيدة خمسينية حاولت ابتزاز شاب عشريني على مدى أكثر من عامين ، وهدّدته بالقتل ونشر مقاطع فيديو تزعم أنها تظهره في وضع مخلُ، بعد أن قرر قطع علاقته معها نهائيا". وبحسب صحيفة الحياة فقد أوضح الشاب العشريني في دعواه "إن المرأة تمكّنت من الوصول إلى منزله، وخيّرته بين إعادة العلاقة أو فضح أمره، إلا أنه رفض الرضوخ، وقرر اللجوء إلى الهيئة".وقد ذكرت في مقال سابق يحمل عنوان "الحماية من الابتزاز" قبل عام من الآن .. أن نواتج جريمة الابتزاز لن تكتمل معادلتها إلا بتفاعل أطرافها حيث نقطة البداية التي لابد من التصدي لها وعلاج جذورها باعتبارها المشكلة الحقيقة .وأكدت حينها بأن تقديم خدمات الاستشارات الأسرية والتوجيهات الأخلاقية لابد أن تُحقق مبدأ المساواة في الاستفادة من الإرشاد التوعوي حيث أن برامج التأهيل النفسي والاجتماعي لابد أن يخضع لها كلا الجنسين ..لأننا كلما تغاضينا عن أفعال الفتيات من باب الستر، وتمادينا في عقوبة الفتيان من باب ارتكابهم للذنب، لن نصل إلى موضع الداء أصلًا، فالندم والشعور بالذنب لابد أن يشعر به مرتكب الخطأ أيًا كان نوع الجنس الذي ينتمي إليه؛ لأن العبرة ليست في اللجوء إلى الحماية من الابتزاز، بل في من يستهتر بصفة المكر التي اشتهرت بها الذئاب. صحيح أن الجزاء من جنس العمل والعقوبة لابد أن تكون رادعة لكن التساؤل الذي يطرح نفسه عند قراءة مثل هذه الأخبار لماذا ينتهي الأمر بمثل هذه الأحداث ؟.. أو بمعنى آخر لماذا تكون النهاية هكذا ؟.. هل لأن طرفي العلاقة اختلفا عليها أصلاً واستيقظ الضمير متأخراً ؟ .. أم أن التعاطي مع أذى الآخر وحماقاته بات مستحيلاً وغير مقبول على الإطلاق؟ أم أن الضيق والملل أصاب أحد طرفي الخيط بالضعف والإرهاق وكان لا بد من أن يُقطع بطريقة أو بأخرى ؟ .. وعليه لجأ الآخر إلى الحماية بالطريقة التي رآها هي الأنسب؟. نقول دائماً .. إن اللجوء إلى الحلول والبحث عنها مبكرا دليل على الشعور بارتكاب الخطأ ومحاولة تصحيحه بأفضل السُبل المتاحة وهذا ما يُشير إلى سلامة القلب وصفاء النية والعزم على رمي الخصال السيئة في سلة المهملات ..في حين أن التمادي في الأمر والاستمرار فيه حتى الوصول إلى باب مسدود يخلق أبعادا متشعبة ومتشابكة في ذات الوقت فالمشكلات عادة ما يكون أساسها الإصرار على الخطأ والاستماتة من أجل الانتقام. قطر: (في سعيك للانتقام أحفر قبرين... أحدهم لنفسك ) دوج هورتون العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955 البريد الالكتروني :[email protected]