الشيخان عبدالرحمن السديس ويوسف القرضاوي يحتلان منبريْ الحرمِ المكي والإعلام، مع قُدسيةِ الأولِ وتَبَعِيّةِ الثاني. لم يمنع أدبُ الأول أن يقول: (دماءُ آلاف الليبيين ديْنٌ في رقبة القرضاوي يسأله الله عنها يوم القيامة). طبيعيٌ أن الله سيسأل المرء، حتى عن المالِ مِن أين جمعه وفيمَ أنفقه. لكنه قصد فتاوى الداعية الإخواني البارز المحرضِ على ثورات الشعوب وما آلت إليه من تدخلٍ خارجي بليبيا. اختلافُ الرأيين برز واضحاً من مرجعياتٍ معتبرة. فأصدر (الأزهر) المتأثر بفكر (الإخوان) القادمِ للحكم وثيقةً (يسّرتْ) سبل الخروج على (الحكام المستبدين) دون تحديد مواصفاتهم، بينما حدد القرضاوي أسماءهم برؤساء مصر وليبيا واليمن وسوريا. وربما لو تحركت أمور بدول أخرى لأضافهم للقائمة. على الجانب الآخر كان فقهاء (جمعية علماء اليمن) أكثر التزاماً وصرامةً في حرمة الخروج على الحكام. فقهاء الجانبين استمدوا من (الكتاب والسنة) فقههم، و(كَيّفَهُ) كلٌ بنقيض الآخر. الأهم لعامة المسلمين، وهم الأغلبيةُ الساحقة، العيشُ بأمانٍ وكرامة.. مطمئنين على مستقبل أجيالهم القادمة. أما الشرور فأنواعها لن تنتهي بزوال رئيسٍ أو نظامٍ كائناً ما كان. ستتلون بألوان وأشكالٍ أخرى. Twitter: @mmshibani