تبدأ حياتنا بصراخ منذ خروجنا من الظلمات الثلاث وتنتهي حياتنا ببكاء وصراخ من يحبوننا في ظلمات هذا القبر وبالتالي تكون حياتنا ما هي إلا بكاء وصراخ، فهل يا ترى سيكون ما بين البين جميلاً أم سيئاً أم مصطنعاً. لماذا نستنكر بأننا في أمورنا بين الكاف والنون، ولماذا نعيش حياتنا على أحقاد دفينة وعلاقات متوترة ووجوه كاذبة يلوح في محياها الحب والود وفي الخفاء يلوح الحقد والغيبة بشتى أنواعها؟. لقد سئمنا هذه الحياة بهذه الطريقة، تجد جل هم الأفضل فينا بأن يرسل رسالة sms من سطر واحد ولا تشعر بحرارة العلاقة كما لو أنها وصلتني من نادل أحد المطاعم في ماليزيا وكأنه لا يربطني به الدم والنسب والصداقة وبالتالي أصبحت شركات الاتصال هي الرقيب على رسائل باردة تمر كل عام دون وجود تعديل فيها سوى أنها تحفظ في صندوق الحفظ. أشعر بالغربة وأنا في وطن يجمعنا فيه رابط الدين والقرابة والعادات الجميلة لا أقول إننا فقدنا كل الروابط الاجتماعية ولكن طريقة تواصلنا تغيرت حتى رسائل الجوال أصبحت أقل بكثير من المعتاد وأصبحنا نحصل عليها بالتقنيات الأخرى الحديثة التي لا توجد عند غالبية المجتمع. أشد مراحل فتور العلاقات الاجتماعية هي التي تمر عليها فترة من الزمن دون تجديد وعندما تحين الفرصة تجد التعبير غير لائق أو بالأحرى لا يكون هناك سوى عبارة (مع نفسك). صفوا أذهانكم وأنقذوا أفكاركم وافتحوا صدوركم ورحبوا بالغير فنحن في زمن الانفتاح واتركوا كل نفس تحمل وزرها كما خلقها الخالق فهو من يحاسبها. كل عام وأنتم بخير وأقول لكم ولنفسي (زوروا كثيرا منازل الأصدقاء فالأشواك تكسو السبل غير المأهولة وتسد الطريق) استطراد بسيط أسعار الأضاحي تضاهي أسعار الايباد. زمن العجائب !!!!! أكاديمي وكاتب سعودي @Btihani