اللهم.. شماتة، أولاً باسرائيل وثانياً بأميركا، وليس لنتيجة التصويت في الجمعية العامة لليونسكو، بل وأولاً لمعناه لإسرائيل، التي فشلت مرتين: مرة لأن نتيجة التصويت جاءت 107 مع و14 ضد (الممتنعون ال 52 لا يحسبون في غالبية الثلثين).. ومرة ثانية لأن دبلوماسية وسياسة إسرائيلية مشتقة من أيدولوجيا عنصرية، مشتقة بدورها من عقلية أمنية سقطت في تصويت غرّة نوفمبر. قوام عقلية الأمن الاسرائيلي أن النوعية الاسرائيلية تتفوق على الكمية العربية عسكرياً بالذات، وعلى هذه العقلية المستندة الى "شعب الله المختار" بنت اسرائيل دبلوماسية وسياسية قوامها: الغالبية الكمية-العددية (الأتوماتيكية) مع فلسطين، والتوعية الديمقراطية مع اسرائيل.. وهذا منذ قال بن-غوريون إن "الأممالمتحدة قفراء" (أون شموم). في انقسام تصويت أوروبا الاتحادية فشل لهذه السياسة، حيث توزع تصويت دول الاتحاد ال 27 بين دول مع (12 دولة) ودول ضد( 3 دول) ودول امتناع (12) دولة.. هذا الانقسام ليس عددياً بدوره، لأن فرنسا تزعمت دول ال"مع" وألمانيا دول ال "ضد" وبريطانيا دول "الامتناع" وهذه الدول هي أركان أو "سيبة" الاتحاد الأوروبي. الى هذه النتيجة، فإن غالبية دول الاتحاد التي صوتت "مع" هي دول أوروبية عريقة بالديمقراطية (8 دول: فرنسا، اسبانيا، بلجيكا، النرويج، النمسا، لوكسمبورغ، ايرلندا.. وايسلندا). يبدو أن معظم دول أوروبا الشرقية-الشيوعية سابقاً، حديثة العهد بالديمقراطية، اختارت الامتناع عن التصويت (مع ايطاليا برلسكوني أيضاً). أما الدول المعارضة الثلاث فهي: ألمانيا، هولندا.. والسويد. (إضافة إلى أميركا واستراليا وكندا). ألمانيا لأنها المانيا المعقدة الأبدية من "الهولوكوست" وذات الحكم اليميني (المستشارة أنجيلا ميركل من شرق ألمانيا) لكن حتى لو كان الاشتراكيون يحكمون ألمانيا بزعامة جيرهارد شرويدر، فعلى الأغلب ستصوت "ضد". هولندا مزمنة في تأييد إسرائيل.. وأما السويد فقد فاجأتنا بالتصويت "ضد" مع "لعثمة" ألمانية حول الدولة عن طريق التفاوض، وأيضاً لأن هذا البلد الديمقراطي - الاشتراكي العريق يحكمه، حالياً، حزب محافظ يميني. الفلسطينيون ابتهجوا ل"المفاجأة" الإيجابية الفرنسية، أكثر مما امتعضوا ل "المفاجأة" السلبية السويدية.. على أمل أن تليها "مفاجأة" أكبر في تصويت الأممالمتحدة.