أكدت هالة يوسفي الأستاذة والمحاضرة في جامعة باريس دوفين أن تنامي الظاهرة السلفية في تونس مشكلة معقدة في ظل غياب المعطيات والأدلة الثابتة، وأنه من الأفضل الإجابة عن بعض الأسئلة ومنها علاقة حركة النهضة والحكومة بالظاهرة، وكذلك أذناب النظام السابق، ومن أين يأتي تمويل الحركات السلفية. وأشارت إلى أن التيار السلفي ليس تياراً متجذراً بالمجتمع التونسي، وأنه يقع ضحية لبعض التجاذبات السياسية خاصة من قبل حركة النهضة الإسلامية التي تستخدمها لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية مقبلة. وأشارت يوسفي خلال مشاركتها ببرنامج "باريس مباشر" الذي تبثه قناة فرانس 24 والذي ناقش "تنامي ظاهرة السلفية في تونس" أن الهدف من تنامي الظاهرة السلفية والنتيجة العملية لها هو إلهاء الرأي العام عن المشاكل والملفات الساخنة، ويقوم بهذا الدور النظام الحاكم الحالي حتى لا يتم الحديث عن محاسبته عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتي تعدّ تواصلاً لمنظومة حكم بن علي السابق، وما آلت إليه الثورة التونسية من تحقيق أهدافها وما وصلت إليه محاسبة المتورطين في جرائم النظام السابق في حق الشعب، وأن القوى الديمقراطية تركز خطابها أساساً على حماية الحريات الفردية والعامة وأنه لا بد لها من ربط ذلك بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وحول العنف من قبل السلفيين وغيرهم في تونس رأت هالة أن العنف المجاني منه وليد اللحظة وبعضه عنف ممنهج بإطار الصراع على السلطة بين النهضة والنظام السابق والقوى السياسية الأخرى، والذي كان ضحيته المواطن التونسي المنهك من عدم تغير السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي كان يمارسها النظام السابق الذي خلعت الثورة رأسه لكنها أبقت حتى الآن على النخبة الاقتصادية والسياسية الحاكمة.