سلطانٌ أطغاه المال وأسكرته السلطة، فعاث 42 عاماً على هواه. حتى إذا حان قِطافُه اشتعلت الارض تحت أقدامه..و زَمجَر شعبٌ سامه سوء العذاب..و ادلَهَمّتْ الليالي، فما يُضيئها إلا قصف (الناتو)..تفرق الأخلّاء بحثاً عن نجاةٍ..تَشتّتَتْ العائلةُ بين طريدٍ ومُطارد ومقتول..ولاحقَتْه مخالبُ شعبٍ ابتدع له أن يحكم نفسه بنفسه بلا رئيس (سلطة الشعب)..فلما ظفروا به اقتادوه لحكم الشعب، وأنفذوه به وبولده فوراً، بلا قضاءٍ ولا قانون..ثم صلبوه للملأ بلا صليب، بل بثلاجة خضار للرائح والغادي..فلما حان إيداعه التراب، صلّى عليه نفرٌ..ثم دفنوه خِلْسةً فجراً بالصحراء الكبرى. (شَغَلَ الدنيا فَعافَتْه). وهنا..( سلطانٌ ) غيره..كان المالُ أضعافاً بيده لا في قلبه..سخّر السلطة 60 عاماً خدمةً للشعب ابتغاءَ ما عند الغني المُغني..حتى إذا دنا أجلُه امتحنه الباري بالمرض، فتَمَثّلَ صبر داوودٍ احتساباً..خَفَقَ له الشعبُ مع كل أنّةٍ و غُصةٍ بدعاء مولى كريمٍ مجيب أن يجعلها كفارةً ورِفعةَ درجات..حتى إذا أَذِنَ المُحيي المُميتُ بالرحيل، كان المصابُ جَلَلاً..فتَداعتْ قلوبُ الناس..وتَدافَعتْ الأُسرتان (الشعبُ والحُكم) لاستقبال جثمانه بالمطار..وضاقت الرياضُ بمُشيّعيه من قادةٍ وسواهم..واصطفّ ملايينُ المسلمين بالحرمين وسائر المساجد صلاةً عليه..ثم أَوْدعوه أمّه (الأرض)، مثوى كل إنسان.كم هي من عِبَر..قال الناس عن الأول :( أَلا..بُعداً وسُحقاً )..وقالوا للثاني :( هنيئاً..ونعيماً )." أنتم شهداءُ الله في أرضه ". twitter: @mmshibani