في كتاب شهري يصدره مركز المسبار للدراسات والبحوث، الذي لا يفصح مطبوعاته عن مقره، وإن اعلنت أن مراسلاته على عنوان في دبي، كما أن ما يصدره لا تذكر أين طبع، وتكتفي بذكر الشهر الذي صدر فيه الكتاب، وهو لون من تلك الكتب التي تجمع بين دفتيه مقالات لكتاب متعددين يكتبون في موضوع واحد، ويهمل عند الطبع التصحيح، كما يهمل التوثيق، وقد كان كتابه لشهر اغسطس 2011 عن «التصرف في الخليج، كما يهمل التوثيق، وقد كان التصوف في مناطق مختلفة من الدول الخليجية، ومنها بلادنا، تناول الكتابة عن التصوف فيها ثلاثة أحدهم تحدث عما أسماه وهابين متصوفة، في مدينته «بريدة» وفي نحو الاشادة بهؤلاء المتصوفة حسب رأيه، رغم ما فيهم من تشدد وغلو يذكره، وأبان عن عظيم زهدهم، وصفاء نفوسهم، وانغماسهم في العبادة والذكر، وذكر من قصصهم ألواناً فيها عبرة في اسلوب أدبي بليغ، رغم أنه فارق هؤلاء المتصوفة فقد أنصفهم في كتابته عنهم، وتناول في الكتابة عن التصوف في منطقة الحرمين الشريفين (مكة والمدينة وما بينهما) شخصين آخرين أحدهما بالكتابة عما أسماه صوفية الحجاز، حيث جرد فيها علماء الحرمين في ماضيهم وحاضرهم من كل قيمة سوى نسبتهم إلى التصوف، ولم يذكر لهم حتى في هذا المجال ميزة في عبادة وزهد وذكر، بل عرض بما أدعى فيهم من خرافة وبدع يتهمون بها، والآخر عن الصوفية السعودية وإعادة تشكيلها في الداخل، وهو من ذات المنطقة، واجتهد في الادعاء بأن فيها صوفية تندرج كما زعم ضمن التيارات الأقل معارضة للولايات المتحدةالامريكية والغرب عموماً، وضمن الاستراتيجية للتغيير وتحديث العالم الاسلامي، وادعى لها صلة بالليبرالية والإمامية من الشيعة، وكان اعتماد الأول على مستشرق غربي، والثاني على دراسة المؤسسة راند الامريكية، وعجبت لهؤلاء أحدهما يحسن الى أهل بلده، وهو يختلف معهم ويناصبونه العداء، وآخران يسيئان إلى أهل منطقتهم بشتى الدعاوى التي لا تجد لها سنداً من حجة وبرهان، والدراسات إن لم تكن موثقة فهي أحاديث صحفية غير موثوقة عما قليل ينساها الناس ويطوون صفحتها، والمدرسة العلمية الدينية في الحرمين الشريفين وعلماؤها الأفذاذ في هذه المنطقة المباركة تتعرض باستمرار لمحاولات التشويه الذي لا ينجح ولا يؤثر في سمعتها لأن من تلقوا العلم على ايدي علمائها منتشرون عبر عالمنا الاسلامي كله، ولهم فيها تلاميذ أوفياء هم اليوم علماء بلدانهم يتحلق حولهم تلاميذ لهم يأخذون العلم عنهم، وكل هؤلاء يذبون عن هذه المدرسة فالخير الذي ينفع الناس يبقى وضده زائل لا محالة فهل ندرك هذا هو ما أرجو والله ولي التوفيق. [email protected] ص ب 35485 جدة 21488- فاكس 64070