نفخر كثيراً بهذه الاقلام الشابة من المثقفين والمثقفات الذين يمطرونكم مع كل صباح بمقالاتهم الإبداعية في طرح مختلف.. وأسلوب مختلف.. ونضوج فكري أكثر اختلافاً. هكذا نراهم أخي علي حسون وأنا قادمين إلى منصة الكلام الذي فتح شهيتنا لإعطائهم مزيداً من مساحة التعبير.. وذلك في تعامل نزيه مع مفردات النص من منطلق معايير الصحافة الورقية. وهي مهمة أدرك هؤلاء الشباب والشابات من كتاب البلاد مدى حجم التعامل معها. خاصة ان بعضاً منهم أو معظمهم كانوا قد بدأوا تجربتهم الكتابية من خلال مواقع الصحافة الالكترونية التي عادة ما تتجاوز خطوط العرض والطول ومسافات الرأي إلى ما يمكن ان يسيء للكاتب نفسه ويجعله رهينة لمدرسة لا تحكمها ثوابت مهنية أو اخلاقية في بعض جوانبها.ومن ثم فقد حقق هؤلاء الكوكبة نقلة نوعية لانفسهم من خلال انتقال ما يكتبونه هنا الى الشبكة الالكترونية ليتم تداول انتاجهم على أساس من الاسناد لقوة المصدر وحجم الثقة عند المتلقي. وهو ما أدى إلى تفاعل جيل البلاد الجديد مع هذه الفوارق في الوقت الذي لم يكن بعضهم يدرك اننا قادرون على استيعاب فكره غير انني اقول لهم ولكم ان سقف الحرية في الرأي لم يكن منحة منا.. بقدر ما هو فضاء جديد للصحافة السعودية اطلق مداراته قائد هذه الامة وصانع الحوار الفكري عبدالله بن عبدالعزيز. قلت لكم اننا فخورون بكاتباتنا وكتابنا.. تابعوهم وامسكوا الخشب.فهذا هو الدكتور ياسر الغسلان الذي يعانق أمواج الخليج من هناك شرقاً ليطل من هنا مغتسلاً بمياه البحر الأحمر. وهذا هو بدر التيهاني الذي تشبع إبداعاً بأجواء سودة عسير يلتقي معه كل من محمد طالع وجابر الريثي على خارطة جبال وهضاب تهامة وجازان. يراقصان الكلمة برائحة البرك والكادي. وهذا حمزة كاشقري الولد الشقي الذي يعكس صمته العجيب في كلام يصنع من خلاله العبارة التي تتناغم مع نسيم بحر العروس.ويتقاسم الإبداع مع وائل القاسم حين يأتي صوت الأخير من قريته الصغيرة خارج الرياض لكنه أي وائل مدينة لصناعة الكلمة. ومن جدة ايضاً تكتب ريهام زامكة عن قضايا اجتماعية تقفز بها من فوق حواجز الصمت في اسلوب خفيف الظل لا يقل اهمية عن مشاكسات اختنا سهام مرضي التي تؤكد ان نعناع المدينةالمنورة لم يعد للشاي فقط بقدر ما يمكن استخدامه في عناوين ومفردات الكلام طبقاً للتطورات الجديدة! غير ان مها الشهري تتماهى هناك في ابها حين تكتب عن الهموم الفكرية.. وتتألق في سماء الكلمة وتلامس الحقيقة بأسلوب رصين وناضج.وتتواصل طرحاً مع عيسى الواصل الذي يكتب لنا من القصيم مقالات تحاكي مسيرة التنمية والإصلاح رافعاً شعار الرفض للنشاز وتصفية الحسابات .أما سكينة المشيخص فهي الأخرى تنطلق من تجربة تعكس ما يسكن فكرها من هموم محلية ودولية ذات طابع فكري تدفعه بخطاب تصالحي يرفض المصادرة والعنف في تشخيص حالات الصراع لتطل من الدمام برؤية مختلفة .. ويبقى الشاب الأنيق محمد السرار قصة أخرى في الشمال يتجاوز الطقس في تسخين العبارة بروح الشباب وطموحهم ليقف هنا على منبر الكلام في ثقة أكبر من سنوات العمر. غير ان المبدع الآخر سعد آل سالم الذي يمسك بزمام الكتابة ويمتلك قدرة رائعة يذكرني بما كان يقوله استاذنا الكبير محمد حسين زيدان يرحمه الله عندما قال يوماً : ليس من المهم ان يكتب أحد ولكن الأهم كيف يمسك بناصية القلم. كما ان سعد صاحب طرح جميل لا يتوقف عند الحدود هناك في نجران بقدر ما يعكس فيه رؤى متميزة من خلال تنقلاته في أكثر من مدينة. ويبقى محمد عبده أكثر بعداً عن الفن ولا يسمع أغاني محمد عبده الفنان. لكنه يكتب أحلى الكلام فيطربنا على طريقته في فلسفة الحياة والناس ومعاناة المتعبين.ومن سلسلة جبال السروات يعبر كاتبنا خالد عوض العمري مخترقاً سحابات الصيف وغمامات الشتاء ليقول ان السماء تمطر إبداعاً لا يتوقف عند خارطة الأرض وان من حق الجميع ان يغتسلوا بالماء ومن حق الجميع أن يشتموا رائحة الزهور في وحدة تجمع ولا تفرق بين أبناء الوطن.أما أكثرهم شقاوة ومشاكسة : فهو ذلكم الشاب النحيل خالد يسلم الذي مازال يتسكع في شوارع نيويورك بحثاً عن سكن وسط مظاهرات الغلاء التي قال انها تفرض عليه آلاماً شديدة كمواطن في بلد الغربة ... (عنده حموضة). ومن خارج الوطن يلتقي العديد من الكتاب العرب بدءاً من العراق مروراً بالاردن وحتى المغرب العربي عند المفكر العربي سعيد ناشيد .. يلتقون في جدل البلاد في قضايا متعددة حيث يكون على الجانب الآخر زميلنا اسامة طه الذي يكتب لنا من القدسالمحتلة عن حالة الناس والصراع واتجاهات لا يراها إلا أهل شعاب القدس . ومن تعز يصعد سيف السحباني من فوق جبل "صبر" ليرى اليمن بمنظار المرحلة والمتغيرات ولكن بأسلوب يخرج عن فقه الثورات إلى محاكاة الحياة بخطاب آخر . مرة ثانية وثالثة أقول لكم إنهم كوكبة متميزة "فامسكوا الخشب" وهي عبارة يرددها أهل الحجاز عندما يتحاشون عيون الحسد.