وقفات ونظرات وتأملات بقلم الأستاذ : محمد بن جبران أحمد الفيفي -------------------------------------------------------------------------------- للالوان عند الناس معان عدة وأكتفي،باللون الابيض ،هنا فقط للتحدث عنه.. بمنظارالذات . في الغالب يكون اللون الابيض محبوب أو مرغوب بصفته الذاتية , او من حيث المدلول المعنوي وكم قالوا عنه في التعبير والوصف،فقالوا:ابيض القلب،اياد بيضاء،صفائح بيض ، ونعتوا الوفاء والصفاء والوضوح بالأبيض،إيضا جعلواالابيض دليل البراءة وعلو المكانة والشأن بل وأتخذوه رمزا للمجد والبقاء والديمومة وهناك من اتخذه للتعبيرعن الحب والألفة والوناسة لدرجة أن هناك من يعبر عن الليالي وبالذات العشاق لاسيما إن جادت المحبوبة اوقبلت بزورة في ظلمة ليل حالك السواد ،فقد تبقى خالدة بذكراه , يقول: ليلة بيضاء اوليال بيض. وكثيرا ما قالوا عن هذا اللون.ولا ضيرفي ذلك ولكن: عندما نتأمل ونتفكر في الاشياء من،حولنا لوجدنا أن هناك اشياء نتفاعل بها ومعها بدافع العاطفة الذي وهبناه الحيز الاكبر من حيث التعامل مع الشي، فتنطلق العاطفة دون ما جامح لتصوغ مايكمن من مشاعر وتختار الوصف الملائم للإحساس الذاتي بالشيء، بهجة - سرور - افراح، ومادام التفاعل هنا عاطفيا فإن نشوته غلبت على الحضور العقلاني،فلم تجد في البياض إلا المعنى الاوفى والاسمى لتأخذه رمزا لما هي تواقة له حتى لوكان يتنافى بل ويتنافر مع ذات الحدث والواقع معا. وقد آتي هنا بما اجده مغايرا بل وكاسرا لدرجة ماقد يراه الآخرون تجاوزا او خروجا عن المألوف وعن اخذ الاشياء حسب الاهواء وكذا اعطاءها للآخر،لذلك أقول:- وما قد اقول فانا به مقيد والآخرون في حل منه مادام فعل العاطفة لديهم يغيب دورالعقل. فلو كان هناك توازن وتوافق في التعامل بالقدر الكافي لكان هناك بعض من الاتزان عن ماهو عليه من اندفاع غير مدار. أرجع للون الابيض واقول لو اننا لم نجهل او نتجاهل الطرف الآخر للاشياء و مدلولها الآخر الذي يتعمد الكل تغييبه،فإذا كان اللون الابيض يرمز لأشياء عند الآخرين،فأنا اجد فيه النهاية،الانكسارالانهزام، العجز،الفناء، كيف لا وهو من العلامات البارزة للكبر و الهرم{الشيب}هل رأينا أحد يتعشق او يتغزل في من غزى داجي شعرها وباء الشيب!! أليس البياض حلة فناء!! إذا تذكرنا الموت والكفن أما تغيب مع التذكار نشوة العواطف الكاذبة،ولوأخذنا اللون الابيض للعين {فابيضت عيناه} و المدلول عليه هنا العمى والابيضاض دلالته. و لو ننظر للمحرم لوجدنا في ازاره الابيض مايقذي العين ,و لكن لو نظرنا بعين العقل لوجدنا ما ينسينا أكاذيب العاطفة و صدق العقلانية الذي يقول اننا متساوون، فلا ملك او امير او سيد او حقير لأحد يعلو مكانا عن الاخر هذا المعنى الآخر للابيض لمن يعقل، بمعنى المساواة الذي غاب عن نظرة العاطفة الضيقة و لو أخذنا معنى الراية البيضاء أما تفيد انقياد و ذل و استسلام بعضنا لبعضنا نحن الآدميين ولا ذل اوتذلل إلا لله الواحد القهار ، و مثال آخر أكثر وضوحا لمن يتجاهل عمدا هذه الدرر وذاك لونظرنا الي لون الدخان في بداية الكارثة أليس ابيضا في الغالب؟ وعلى ماذا يدل؟ أليس على الفناء والتلاشي والهلاك! وكذا في المجاملات يقال بيض الله وجهك يافلان قد يرد راضيا مبتسما ظنا بانه ثناءا او دعوة طيبة.غافلا معناه الذي مفاده الدعوةعليه،أي انت إيها الشاب الوسيم المتشح بجمال شعر وجهك الاسود فأنا ادعو عليك بسرعة المشيب، او قد يكون هناك قصد بهذا القول اكثر ضرر وهو الدعوةعلى هذا الوجه الجميل بالبرص وهب أن المدعو له او عليه هنا من ذوي البشرة السوداء و لو تخيل من يدعى عليه بأن يتحول لون وجه الى الابيض من الموكد انه سوف يمتعض وجهه ويغضب اولا لأحتقار الداعي للون وجهه ثانيا بباطن هذا القول البذيء. و انا لا اغفل بأن بياض الوجه قد يقصد به مايجلب الفرح والسعد والنقاء والصفاء.وليس البياض اللوني الظاهر في المعنى.إذآ لماذا التوجس والتحسس من ظاهر الاشياء؟ أما يجب التعاطي والتعايش مع اوجه الاشياء بواقعية و اعتراف بأن واقعنا عبارةعن اضداد متعادلة لا فائدة منها إلا بها ولا خير في جزءها إلابكلها لولا الخوف لما كان الحذر أي لا بد من العلم بالمحذور لأخذ الحيطة، قد تتوحد المخاليق في ما تكره إن حال توحدها في ما تحب، الخوف،الجوع،المرض،الموت، البعث،الحساب، (فقد تساواه في الثرى راحل غدا وماض من إلوف السنين) وقد تجتمع الاضداد طوعا اوكرها شاءت ام أبت في شيء واحد ألا وهو العبودية لله وحده.وتتفاوت في صالح العمل وما سواه سدى.اقول قولي هذا ومعناه لمن فطنه و ليس بظاهرأحرفه.واستغفرالله من كل خطية . (للصفوةفقط) ابو بكر بن هذل الفيفاوي ... فيفا _ السرب _ 28_6_1430