خمسون ألف قتيل و ضِعفُها جرحى حصيلةُ الثورة الليبية، ومؤهلةٌ للزيادة لأن المعارك لم تنتهِ بعد.رقمٌ مروع لا يكاد يُصدق. لكنها تقديرات المجلس الانتقالي. والأرجح أنه خفّضها لئلَّا يأسى الشعب. ما من أسرة أو بيتٍ ليبي إلا قدم ضحيةً أو جريحاً. أما الخسائر الأخرى، ماديةً وماليةً وأمنيةً واجتماعيةً ومستقبليةً، فلا يستطيع إحصاءها أحد. إنها كارثةٌ إنسانية أعتى من الزلازل و البراكين و كل أنواع الكوارث. ليس هذا دفاعاً عن الطاغية، فما يستحقُّه من تنكيلٍ لا يقدر عليه إلا الله. وهو آتيه لا محالة. وَثِقْنا بذلك من اليوم الأول الذي سمعنا فيه شعار منافقيه "الله ومعمر وليبيا وبس". وهو ينتشي بسماعه غُلُوّاً وغروراً. و هم يزغردون بالكلمات بلا وعي. أخطأَ وأخطأُوا، وأسرف وأسرفوا. فالله لا يساويه مخلوق. وعبادة الحكام لذواتهم لا يجوز أن ترقى إلى ذلك. لقد بَزَّ الطاغيةُ أقرانه الحكام بهذا الشعار. فلم ينكره، و ارتضاه منافقوه. و لو اكتفى ببطشه لربما أوكَلَهُ الله لقوّتِهِ وقوّةِ معارضيه أيِّهِما أعتى. لكنه آثر استعداء الله عليه. فجمع له أحلاف العالم ليُذيقوه وأعوانَهُ أصناف القصف والذلِّ والتشريد. و ما يزال الحبلُ على الجرار. و الآتي أعظم. أما الشعب الذي قبِلَ بعضُهُ مساواةَ الخالق بالمخلوق، فصدحت بها ألسنتُهُم غير وَجْلَى ولا خائفين من (المنتقم). فحقَّ عليهم قولُه "واتقوا فتنةً لا تُصيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصة".وقد كان. email: [email protected]